رئيس الوزراء الكندي في كوبا بعد 40 عاماً على زيارة والده
يزور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الثلاثاء المقبل كوبا، في لقاء من شأنه تجديد وترسيخ العلاقات بين البلدين، من جهته، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أكّد أنّه سيبذل كل ما في وسعه للتوصل إلى اتفاق متين مع هافانا.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يلقى انتخاب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب شكوكاً حول استمرار عملية تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والجزيرة الشيوعية. وقال مكتب ترودو إنّ الزيارة تهدف رسمياً إلى "تجديد وترسيخ" علاقات كندا مع كوبا، أحد "أقرب شركائها" على بعد شخصي وعائلي.وتهدف الزيارة في نظر جاستن ترودو الذي ينتمي إلى الحزب السياسي نفسه، إلى تفعيل العلاقات الثنائية مع كوبا التي بلغت "أدنى مستوياتها" خلال العقد الذي تسلم خلاله المحافظ ستيفن هاربر مقاليد الحكم.
وأشار جون كيرك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دالوسي في هاليفاكس إلى أنّ الرئيس الكندي بيار ألبوت ترودو "أصبح، في كانون الثاني/ يناير 1976، في خضم الحرب الباردة أوّل رئيس لبلد في حلف شمال الأطلسي يزور كوبا"
وخلال الزيارة التي ستدوم ثلاثين ساعة في هافانا، سيلتقي ترودو الرئيس راوول كاسترو الذي خلف في 2008 شقيقه الذي أنهكه المرض، إلاّ أنّ سفير كوبا في كندا خوليو غارمينديا بينا أفاد بأنّه "ليس من المقرر رسمياً عقد أي لقاء مع فيدل كاسترو لكن ثمة إمكانية لعقد لقاء".
وتُعدّ الزيارة المرتقبة بإنها "رمزيّة" أيضاً، لأن كندا هي البلد الوحيد في الأميركتين مع المكسيك التي لم تقطع علاقاتها مع هافانا بعد الثورة "على رغم الضغوط الكبيرة من جانب واشنطن"، كما قال جون كيرك الذي ألف عدداً كبيراً من الكتب حول كوبا. وأضاف كيرك "على رغم أنّ 70% من تجارة كندا يعتمد على الولايات المتحدة، ترمز هذه الزيارة التي تتم بعد انتخاب ترامب إلى استقلالية كندا" على صعيد السياسة الخارجية. من جهته، أيّد دونالد ترامب هذا الانفراج في البداية، لكّنه عندما بدأ حملته الانتخابية أبدى تحفظات، معرباً عن الأسف لأن الرئيس الديمقراطي لم يحصل على شيء في مقابل تخفيف الحظر. وفي الشهر الماضي، أكّد أنّه "سيبذل كل ما في وسعه للتوصل الى اتفاق متين" مع هافانا، ملمحا بذلك إلى إمكان حصول تراجع. ويتضمن برنامج زيارة كوبا مناقشة "النمو الاقتصادي" مع احترام الحريات الفردية و"التغيّر المناخي والمساواة بين الجنسين". وينسحب البرنامج نفسه على الأرجنتين التي سيزورها ترودو لاحقا قبل قمة رؤساء منطقة آسيا-المحيط الهادىء (ابيك) في البيرو.