مولدافيا: دورة ثانية لانتخاب أول رئيس بالاقتراع العام منذ عقدين
يتوجه الناخبون في مولدافيا إلى صناديق الإقتراع اليوم في دورة ثانية في الإنتخابات الرئاسية التي تشهد تنافساً واضحاً بين المرشح القريب من روسيا إيغور دودون والمرشحة المؤيدة لأوروبا مايا ساندو.
وتشكّل الانتخابات علامة فارقة لأنها المرة الأولى منذ عام 1997 التي يُنتخب فيها رئيس الدولة بالاقتراع العام في الجمهورية السوفياتية السابقة الممزقة بين الشرق والغرب. وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش في مولدافيا البالغ عدد سكّانه 3,5 ملايين نسمة ويشهد أزمة سياسية عميقة منذ كشف عملية إحتيال مصرفي كبير العام الماضي.
وصرّح المرشح دودون قبيل الاقتراع أنّ "الحياة في مولدافيا أصبحت لا تطاق، دُمرت الشراكة مع روسيا وخسرنا الدخول إلى سوق هائلة" منذ توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي عام 2014 الذي أثار غضب موسكو. ووعد بالعمل على تعديل الشقّ الاقتصادي من هذا الاتفاق "بشكل يسمح لنا بالتجارة مع روسيا ومع الاتحاد الأوروبي على حد سواء".من جهتها، تصف ساندو مرشحة معارضة يمين الوسط الاتفاق بأنه "أساساً لتطوير البلاد" وتعد بـ"مولدافيا أوروبية"، وقالت لوكالة فرانس برس "ننادي بالتكامل الأوروبي لأننا نرى في الاتحاد الأوروبي ديمقراطية حقيقية وازدهاراً لجميع العاملين". وأكدت "سأفعل ما بوسعي لتطبيقه لأن هذا الاتفاق يعني إصلاحات ومكافحة الفساد".
وقالت اللجنة الانتخابية إنّ النتائج الأولية ستعلن عند الساعة الثامنة غداً.
جولة الانتخابات الأولى أفضت إلى تفوّق دودون على منافسته ساندو
وأشارت اللجنة الانتخابية إلى أنّه "بإمكانهم مراقبة الدورة الثانية إذا رغبوا في ذلك".وكان دودون زعيم الحزب الإشتراكي ووزير سابق للاقتصاد إبان مرحلة الشيوعيين، فاز في الدورة الأولى بما يزيد قليلاً عن 47 بالمئة من الأصوات.أمّا ساندو وزيرة التربية السابقة التي عملت في البنك الدولي، فقد حصلت على 38 بالمئة من الأصوات. وفي الدورة الثانية، يفوز بالرئاسة المرشح الذي يحصل على غالبية بسيطة من الأصوات.وقال المحلل السياسي أناتول تسارانو لوكالة فرانس برس إن "دودون يتمتع بفرص أقوى للفوز نظراً لتقدمه بنسبة عشرة بالمئة تقريبا في الدورة الأولى"، مؤكداً أنّه "سيكون من الصعب على مايا ساندو تقليص الفارق لكنه ليس أمراً مستحيلا".وتشهد مولدافيا، التي تقع بين أوكرانيا ورومانيا، حالياً مواجهة بين أنصار التقارب مع روسيا والمدافعين عن العضوية في الاتحاد الأوروبي.