الإرهاب يضرب المغرب العربي... اختبار الاتحاد أو التفتت!!

التخوف الأوروبي من تمدد "داعش" في المغرب العربي، لا يذهب إلى التجاوب مع دعوات إلى مساعدة الدول المغاربية. لكن المواجهة الأسلم قد تكون قضية إقليمية من شأن دول المنطقة.

الإرهاب يضرب كل دول المغرب العربي
الردود التي تلقتها مصر من أوروبا والأمم المتحدة ربما تقطع الأمل بالمراهنة على دول الحلف الأطلسي للمساعدة في مواجهة "داعش" في ليبيا وشمالي أفريقيا.

فأوروبا التي ترتعد أمام إمكانية تهديد أمنها القومي عبر المتوسط، لا تفكر في تغيير خياراتها السياسية، التي فرغت المنطقة العربية ومهدت طريق انفجار الارهاب.

لكن مصر ودول المغرب العربي التي يهدد "داعش" أمنها، بل قد يهدد وجودها، ربما تركت الإرهاب يتقدم عليها بخطوة حاسمة.

هذه الدول، ظنت كما تظن دول عربية أخرى، أن تحصين الحدود الوطنية من التسلل قد يحميها من المخاطر، فلم تول الاهتمام في حماية أمنها القومي الذي يمتد إلى سوريا والعراق، وربما أبعد.

في هذا الإطار، أخذت الدول المغاربية عن أوروبا، سياسة عصا الشرطي، في مواجهة إرهاب جيو ــ سياسي يصيب المنطقة  في حضارتها، للوصول إلى تهديد كل بلد في عقر داره.

بيد أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية في بداية الطريق، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب في مصر والمغرب العربي وأفريقيا.

في هذا السياق، ربما تكون دعوات التنسيق الأمني بين هذه الدول، قد تجاوزتها حدة المخاطر شأن هذه الدعوات شأن التعويل على تدخل أوروبي وأطلسي، يمكن أن يزيد الطين بلة.

الدول المغاربية التي مرت عليها ذكرى تأسيس الاتحاد المغرب العربي السادسة والعشرون، كتمت الذكرى بصمت نظراً إلى مخاطر الارهاب التي تفوق أولوية مواجهته على باقي الضرورات. لكن ربما يكون الاتحاد أولوية الأولويات في مواجهة إرهاب يضع الدول أمام اختبار الاتحاد أو التفتت.

اخترنا لك