ميدانيات مصر: عملية جديدة غربي رفح

كان لافتاً تصاعد نشاط داعش في الجانب الفلسطيني من الحدود، تزامناً مع تفعيل حركة حماس للتفاهمات التي أبرمتها مع الحكومة المصرية لإنشاء منطقة أمنية عازلة لحماية الحدود من أية تسلّلات، فجّر أحد عناصر داعش نفسه قرب مجموعة من قوة أمن الحدود التابعة لحكومة غزّة حاولت القبض عليه أثناء محاولته التسلّل إلى الجانب المصري، ما أسفر عن استشهاد أحد أفراد القوة.

صورة أرشيفية
في تفاصيل الميدان المصري في الفترة من يوم 16 آب/ أغسطس الجاري وحتى اليوم، أطلقت قوات الجيش الثاني الميداني يوم 20 الجاري عملية عسكرية جديدة شمالي سيناء تستهدف تطهير المناطق الواقعة غرب وجنوب غرب مدينة رفح، خاصة منطقة المزارع ومحيط قرى المطلة وبلعة وياميت وصلاح الدين، كما أطلقت بالتزامُن مع هذه العملية تحرّكاً آخر يستهدف مناطق جنوب المدينة وتحديداً قرى المهدية وشيبانة وعدّة مناطق جنوب الشيخ زويد مثل قرية المقاطعة. نتج من هذه العمليات حتى الآن تصفية نحو 23 عنصراً إرهابياً وضبْط ثلاثة عناصر بجانب تدمير 32 مخبأ ونفقين وخمسة مخازن، تحت أرضيّة للذخائر بجانب مخبأ تم العثور فيه على معدّات خاصة بالعناصر الطبية والإعلامية المنضوية ضمن تنظيم داعش.

 كما أسفرت العمليات عن تدمير 21 سيارة و25 دراجة ناريّة خاصة بالتنظيم. تتم العمليات تحت غطاء جوي استطلاعي وقتالي دائم من المُقاتلات والطائرات من دون طيّار، وبدعم مدفعي شارك بفعالية في استهداف عناصر داعش غربي رفح، بسبب طبيعة المعارك، طلبت قيادة العمليات من سكان قرى جنوب رفح مثل قرية الطايرة مغادرة منازلهم إلى مناطق آمنة لحين انتهاء العمليات. في ما يتعلق بنطاق عمليات الجيش الثالث الميداني وسط سيناء، كانت حصيلة عمله خلال الفترة السابقة هي تصفية عنصرين إرهابيين واعتقال ثلاثة عناصر وخمسة مُشتبهين وتدمير خمسة مخابئ وعربتين وسبع دراجات نارية. في المنطقة الغربية، تصدّى سلاح الجو المصري للمرة الثالثة لمحاولة اختراق لعدّة سيارات دفْع رباعي.

   

بالنسبة لنشاط تنظيم داعش شمالي سيناء خلال هذه الفترة، تقلّصت بشكل عام عملياته مُقارنة بالشهر الماضي، اختطف ستة أفراد مدنيين منهم مُسنّ تم خطفه في قرية أبو العراج جنوبي الشيخ زويد، ومواطنين إثنين وسط مدينة العريش، وثلاثة شبّان غربها تم الإفراج عن أثنين منهم. كما قام بتصفية إثنين من عمال شركة الملاّحات قام بخطفهم أواخر الشهر الماضي. نفّذ التنظيم عمليّتي قنص استهدف في الأولى كمين الماسورة بمدينة رفح ما أسفر عن استشهاد أمين شرطة وضابط جيش، وفي الثانية استهدف كمين الفواخرية بالعريش ما أسفر عن إصابة ضابط، ونفّذ هجومين مسلّحين الأول استهدف دورية غربي العريش نتج منه استشهاد مجنّد، والثاني استهدف سيارة قرب كمين الميدان غربي العريش ما أسفر عن استشهاد ملازم في الشرطة.


 بالنسبة للهجمات بالعبوات الناسفة، نفّذ التنظيم ثلاث هجمات، الأولى في قرية نجع شيبة جنوب رفح ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين، والثانية استهدفت مركبة مدرعة في ميدان الماسورة برفح أدت إلى استشهاد مجنّد وإصابة خمسة، والثالثت استهدفت مدرّعة أخرى جنوب رفح لكن لم ينتج منها أية شهداء.

كان لافتاً تصاعد نشاط داعش في الجانب الفلسطيني من الحدود، تزامناً مع تفعيل حركة حماس للتفاهمات التي أبرمتها مع الحكومة المصرية لإنشاء منطقة أمنية عازلة لحماية الحدود من أية تسلّلات، فجّر أحد عناصر داعش نفسه قرب مجموعة من قوة أمن الحدود التابعة لحكومة غزّة حاولت القبض عليه أثناء محاولته التسلّل إلى الجانب المصري، ما أسفر عن استشهاد أحد أفراد القوة، على أثر ذلك نفّذت قوة أمن الحدود مُداهمات لمواقع تواجد عناصر المجموعات التكفيرية مثل جيش الإسلام ولواء التوحيد، تصدّت هذه القوة لمحاولة تسلّل ثانية حاول انتحاري تنفيذها باتّجاه الحدود المصرية وتمكّنت بعد الاشتباك معه من أصابته والقبض عليه.


أما بالنسبة لوزارة الداخلية المصرية، فاستمر نشاطها في مدينة العريش، حيث نفّذت مداهمات مُكبرة في حيّ الزهور، وفي الدلتا، أعلنت وحداتها في مدينة دمياط شمالي البلاد حال الاستنفار عقب محاولة اغتيال تعرّض لها ضابط برتبة عقيد يشغل منصب مدير إدارة أمن الطرق أمام منزله في مدينة دمياط الجديدة، المحاولة نفّذها عنصران تابعان لحركة حسم أطلقا النيران بكثافة على سيارة الضابط ما أسفر عن أصابته هو وسائقه، ونظراً لأن هذه هي المحاولة الثانية من نوعها التي تتم في مدينة دمياط الجديدة، أطلقت الشرطة حملة تفتيش وبحث واسعة شملت هذه المدينة ومناطق أخرى فيها تواجد لعناصر تابعة لجماعة الأخوان المحظورة، مثل قرى البصارطة وكفر سعد والسواحل. كما نفّذت مداهمة لمنزل تواجد فيه عناصر من الحركة في وادي النطرون في محافظة البحيرة ما أسفر عن مقتل عنصرين.


  على المستوى التسليحي، تستعد وزارة الدفاع المصرية للمشاركة في مناورتين عسكريتين خلال الشهرين القادمين، الأولى هي مناورة النجم الساطع مع الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى، والتي كانت قد توقفت منذ عام 2009 بسبب الظروف الداخلية المصرية وفتور العلاقات المصرية -  الأميركية خلال فترة رئاسة الرئيس السابق أوباما. المناورة الثانية هي مناورات الإنزال الجوي حُماة الصداقة 2017 والتي تعقد للمرة الثانية بين روسيا ومصر وستتم فعاليتها الشهر الجاري في إقليم كراسنودار الروسي. 



من الواضح أن التعاون العسكري بين البلدين يتطوّر بوتيرة سريعة ومُتزايدة، فبحلول الشهر القادم ستكون قد انتهت مراحل التدريب العملي للدفعة الثانية من الطيّارين والملاّحين المصريين على المروحيات القتالية KA-52 لتتبقى دفعة واحدة فقط ليكتمل بذلك تدريب الدفعات المطلوبة بواقع 30 طياراً و70 ملاحاً، هذا يتم بالتزامن مع تسلّم سلاح الجو المصري من روسيا للدفعة الثانية من هذه المروحيات بواقع ثلاث مروحيات، ليصبح عدد ما تسلمته حتى الآن ست مروحيات سيصل عددها إلى 15 بنهاية هذا العام من ضمن إجمالي 46 مروحية تم التعاقد عليها.


 تصريحات مهمة أدلى بها خلال معرض Army 2017 للسلاح في روسيا كل من رئيس الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري ومدير مكتب كاموف للتصميمات الجوية، صرّح الأول بأن مصر تتفاوض حالياً على منظومات دفاع جوي روسية على رأسها المنظومة الأحدث في العالم S-400، وصرّح الثاني بأنه سيبدأ قريباً تدريب الطياّرين المصريين على النسخة البحرية K من المروحيات القتالية KA-52 التي تعاقدت مصر على أعداد منها للعمل على متن سفن الهجوم البرمائية من فئة ميسترال.

اخترنا لك