مصريون أقباط يرفضون مغادرة ليبيا... لقمة عيشنا هنا

على الرغم من الجسر الجوي الذي سخرته السلطات المصرية لإجلاء رعاياها من ليبيا، شريحة مهمة تتمسك بالبقاء هناك، ارتباطاً بالمكان أو تعلقاً بلقمة العيش.

الأقباط في ليبيا لم يكونوا يتعرضون للإيذاء بسبب دينهم
مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية تحاول الترحيب بضيوفها. الحال المتهالكة لها من أثر اقتتال الإخوة الأعداء لم تمنع المدينة الصناعية من احتضان المئات من أبناء مصر والمسيحيين منهم خاصة. 

يتحدث أحد هؤلاء عن حرية العبادة والصلاة بعيداً عن أي مضايقات أو أذى من قبل أي شخص كان. وهذا ليس بجديد في ليبيا، فعدد الأقباط فيها يقدر بنحو 160 ألفاً غالبيتهم من العمالة المصرية الوافدة. يمارسون عباداتهم بمنتهى الحرية منذ القدم في صبراتة ولبدة وشحات والبيضاء وسوسة وطبرق وبنغازي.  

لم يمسسهم سوء على خلفية المعتقد، حتى بعد جريمة الأمس القريب. عشرون عاماً قضاها أستاذ مسيحي مصري بين مجتمع مسلم، يختصرها بالقول "لم نتعرض حتى الآن لمسألة المسيحي والمسلم، كل طلبتي يعلمون أني مسيحي ولم أتعرض لأي إهانة من قبل أحد منهم".

يستلهمون إشراقة مستقبل آمن من ضوء الشموع التي يضيئونها في الكنيسة، وتعلو ترانيم صلواتهم تنشد صبحاً لا يهدد فيه بقاؤهم ولا تقضم فيه لقمة عيشهم.  
ليبيا التي كفلت عيش نحو مليوني مصري في قطاع البناء والسكن وبقية الحرف، يتمنى أولئك أن تظل سخية بمشاريعها الإنمائية، فهم لا يريدون فراقاً كما يؤكد أحدهم قائلاً "إنه لا خدمة كافية لهم في مصر".

بقاؤهم لن يسدّ الحاجة الليبية إليهم بقدر ما سيجنب مصر عبء إيجاد خانة لهم في صف الحياة العملية. 

اخترنا لك