بين تصريحات ديمبسي وآلن.. رهانات واشنطن الخيالية في سوريا!
رئيس أركان الجيوش الأميركية يتحدث عن استعداد واشنطن لإرسال وحدات من القوات الخاصة الأميركية إلى سوريا دعماً لمقاتلي المعارضة المعتدلة، ومنسق التحالف ضد داعش يستحضر المنطقة العازلة، بما يشير إلى رغبة أميركية بالتدخّل في سوريا. رغبة ربما تعترضها وقائع لا تتجاوزها فرضيّات واشنطن.
فما سماه جون آلن مفاجأة سارة بشأن عدد المتطوعين للتوظيف ربما يثير الشكوك في أن جنرالات واشنطن يبحثون عن انتصارات مجانية لم ينكر أحد قدرتهم على بلوغها. لكن المعضلة التي تواجه الجنرالات هي على مستوى الهدف من تسليح وتدريب بعض المجموعات. فهل هي لمحاربة داعش كما تقول الإدارة الأميركية أم لمحاربة داعش والجيش السوري معاً كما تطالب تركيا.
المعضلة الأخرى هي في الميدان السوري حيث لا توجد بقعة قابلة لاستيعاب الوافدين بعد القضاء على جماعة حزم والمجموعات الأميركية الأخرى. اللهم إلا إذا كان الاستعراض العسكري التركي لنقل رفاة جد السلطنة العثمانية تمريناً على فرضية تدخل تركي أميركي لإقامة منطقة عازلة.
وزير الخارجية الروسي سرعان ما حذر من هذه المغامرة قبل أن يشير منسق التحالف إلى ما سماه حماية المعارضة. فإسقاط الطائرات التركية في البحر رسم الخطوط الحمراء في البر والجو أمام تركيا وواشنطن على السواء.
ربما يعود المأزق الأميركي إلى أبعد من التصريحات بالرغبات الأميركية فالإدارة ظنت أن استراتيجية أوباما حسمت الخلافات في مراكز الثقل الأميركية بين دعاة التراجع والانكفاء وبين دعاة المغامرة والاقتحام.
لكن هذه الاستراتيجية التي انكشف ضعف ضرباتها الجوية تجاوزتها استراتيجية محور آخر لمواجهة داعش في العراق، وربما تتصل غداً بمواجهة موحدة بين العراق وسوريا. في المقابل يحاول تحالف واشنطن التعويل على فرضيات قليلة الجدية على أمل أن يكون غدها أفضل من أمسها. لكن في مثل هذه الاستراتيجيات تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.