ضغوط إقليمية على "جبهة النصرة" لتعلن انفصالها عن "القاعدة"
تطورات ميدانية عدة على الساحة السورية دفعت بعض القوى الإقليمية إلى الضغط على جبهة النصرة كي تعلن انفصالها عن القاعدة، فهل هناك علاقة بين قتل القادة الكبار في النصرة بإدلب في هذا التوقيت ووسط هذه التحولات والتوجهات الجديدة.
وبحسب بعض المعلومات المسربة تمكنت هذه القوى من إقناع الولايات المتحدة بأنه لا يمكن تجاوز الفصائل الإسلامية وعلى رأسها النصرة، لهزيمة تنظيم داعش. فالنصرة معظم أفرادها سوريون، تتمتع بتأييد في مناطق عدة، وتسيطر على مساحات واسعة، وتنظيمها متماسك، وخبرتها القتالية كبيرة، كما أنها لا تختلف من الناحية الأيديولوجية كثيراً عن بعض الفصائل الأخرى كأحرار الشام وصقور الشام وجيش الإسلام. وإضافة إلى ذلك كله، فإن التجربة أثبتت أن فصائل المعارضة المعتدلة الاثني عشر لا يمكن التعويل عليها، ولم تستطع الصمود في أي جولة حقيقية مع جبهة النصرة، فكيف ستستطيع مواجهة تنظيم داعش بإمكانياته الهائلة. هي إذاً محاولة دولية إقليمية جديدة لترتيب أوراق المعارضة، يقال إن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني وافق على حل تنظيمه واستبداله باسم آخر لا علاقة له بالقاعدة ودمجه في جبهة موحدة، فالجولاني أصلاً كما يقول بعض الخبراء في الجماعات الجهادية، بايع القاعدة كي يحمي نفسه من بطش البغدادي حين انفصل عنه. لكن أمام هذه المعادلات الجديدة تبرز عقبات داخل جبهة النصرة تحول دون تنفيذ هذه المخططات، فبعض من بايع أسامة بن لادن وكان معه، كأبي همام الشامي وآخرين قتلوا قبل أيام، يعارضون بشدة التوجه الجديد والانفصال عن القاعدة، قد تكون العملية الأخيرة تندرج في هذا السياق، وربما نشهد تصفيات أخرى في المدى المنظور، إن صح أن قرار حل التنظيم شكلياً، قد اتخذ إقليمياً ودولياً.