تسليح الغرب لكييف: ماذا يقول الشارع الأوكراني؟
يكاد لا يمر يوم من دون أن تكرر الحكومة الأوكرانية حاجتها إلى السلاح الغربي. المعلومات القليلة المسربة من مصادر أمنية أوكرانية تفيد الميادين بأن شحنة أسلحة وصلت إلى مرفأ اوديسا على البحر الأسود جنوب أوكرانيا. الميادين استطلعت آراء الشارع الأوكراني في جدوى التسليح الغربي لكييف.
في وسط العاصمة كييف لا تزال الرغبة في مواصلة الحرب واضحة. شعارات وصور تجسد ما يسميه المحاربون في الدونباس بطولات ضد روسيا. آخرون ينتشرون في ساحات المدينة لجمع التبرعات للمتطوعين. أما سكان كييف فانقسموا بين معارض للحرب ومؤيد لها.
أليسا يوريفنا، موظفة في وزارة العدل الأوكرانية. ترى "أن على الجميع أن يعيش بسلام". تؤكد رفضها لتسليح أوكرانيا وضرورة "أن ينعم كل الأوكرانيين بالأمان سواء في العاصمة أو الدونباس وتحديداً في دانيتسك ولوغانسك". لكن رأي ألينا ستيلمان، الصحافية الأوكرانية ومراسلة راديو سفابودا يبدو مختلفاً. تقول الأخيرة "أميركا يجب أن ترسل لنا السلاح أو تعيرنا إياه. نحن بحاجة إليه لنحارب المقاتلين الموالين لروسيا في شرق البلاد". آخرون يرون أن السلاح ضروري لصدّ الهجمات عن أوكرانيا التي التزمت الحياد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وباتت اليوم في حاجة إلى الدعم الغربي ودعم الدول المجاورة مثل بولونيا. من هؤلاء مكسيم الكسندرافيتش، موظف في شركة أمن أوكرانية، يقول "إن أوكرانيا ليست دولة قوية وعلى الأصدقاء مساعدتها فهناك على حدودنا من لا يريد رؤيتنا أقوياء أو مستقلين عنه ولذلك نرحب بهذه المساعدات العسكرية". الدعاية الغربية يبدو أنها تجد فضاءها الواسع في العاصمة الاوكرانية ولا يتردد بعض الأوكرانيين في تسمية أميركا بالصديق الوفي بل ويطالبها بمزيد من الدعم. هكذا تصفها الطالبة الجامعية لوبا يفغينافنا التي تعتبر أن "أميركا هي صديقة أوكرانيا ويجب أن تكون دولتنا قوية ولكن في الوقت نفسه على الحكومة العمل من أجل تحسين الأوضاع كي يشعر سكان الدونباس بالأمان ويظلون ضمن بلدنا". الأزمة الأوكرانية مرشحة للمزيد من التصعيد على الرغم من الهدنة الهشة شرق البلاد والصحافة الأوكرانية لا تتردد في نشر ما تسميه مخططات موسكو للنيل من الجارة السوفياتية السابقة. الحكومة الأوكرانية تنتظر الأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الأوكرانيين يرون أن هذه الأسلحة ضرورية للحرب في شرق البلاد أما آخرون فيرون بأن الحل يجب أن يكون سياسياً في دانيتسك ولوغانسك.