معركة تكريت على غير هوى أميركا التي تحاول النيل من الحشد الشعبي
القيادة الأميركية تحاول النيل من الحشد الشعبي العراقي، أملاً بحرمان العراق من كامل قدراته في معركة الموصل المرتقبة، لكنها ربما تراهن على إثارة المخاوف الطائفية.
ولا تُخفي أيضاً مراهنتها على حلفاء من الكرد وربما الأتراك في معركة الموصل لاحقاً. لكن ما تثيره الجيوش الأميركية في تهجّمها على الحشد الشعبي، يبدو ذا صدقية تثير القلق، أكثر من القلق التي تثيره استراتيجية أميركا نحو توزيع العراق على حلفائها. فالأجواء الطائفية التي فجّرها الجيش الأميركي في احتلال العراق بلغ سيلها الزبى. وباتت شجرة من التجاوز الطائفي في معركة تكريت، تطغى على غابة التضامن الوطني في المعركة نفسها. في هذا الصدد يسعى المرجع الديني الشيخ بشير حسين النجفي إلى توضيح ما يمكن توضيحه في رسالته عبر الأثير إلى الأزهر الشريف. لكن ما لا يُقال ربما، يكون أبعد مما أعرب عنه قلق الأزهر الشريف وتوضيح المرجع الديني، ولعل مكمن الخلل هو نتيجة ابتعاد الأزهر الشريف عن العراق وعدم الاطلاع عن كثب على همومه ومآسي أبنائه. البعد جفا، كما يقال، في انقطاع الحوار بين المرجعيات الدينية العربية والإسلامية على الرغم من المحاولات المتتالية للعودة إلى تراث الأزهر في التقريب بين المذاهب. العراق الذي يحمي عمق مصر الاستراتيجي، كما ظلّت تخشى إسرائيل، يساهم اليوم حشده الشعبي العراقي بحماية أمنها الداخلي من الجماعات الإرهابية مثلما يساهم بحماية أمن بلدان عربية أخرى. إذا سعى الأزهر الشريف إلى دعم الحشد الشعبي بمزيد من التوازن بين الجماعات العراقية المتعددة الطوائف، ربما يطمئن إلى عدم وقوع تجاوزات، لكن بذلك يطمئن العراقيون إلى سند وظهر.