هل تلعب دول الخليج دوراً إيجابياً في استقرار اليمن؟
دخول وحداتٍ من الجيش اليمني إلى عدن من دون صدامٍ كبير يشير إلى أن الكثير من الجنوبيين يأملون حلاً سياسياً، لكن انتقال اليمن إلى بر الأمان قد يتطلب تعاوناً خليجياً.
فالتقدم السريع لوحدات الجيش واللجان الشعبية من صنعاء إلى تعز ثم لحج فعدن لا يدل على تفوق عسكري لا يقهر، بل ربما يؤشر أساساً إلى قبول يمني شبه كاسح بمنح التغيير الفرصة الملائمة لانتقال اليمن من حال الاضطراب الطويل إلى حال استقرار مأمول. في هذا السياق ولى ما كان يسمى "مبادرة خليجية" لمصلحة اتفاقية السلم والشراكة، بحسب تصريحات مسؤولي أحزاب اللقاء المشترك، وهي اتفاقية تتيح مشاركة حزب الإصلاح إذا انضم إلى جهود التوافق وإلى أولوية مواجهة القاعدة، كما تتيح حل القضية الجنوبية في المناصفة وإعادة الحقوق. هذا المناخ الذي لا يزال يتصدر خطاب عدم الإقصاء وعدم الانتقام يقلل إلى حد بعيد ما يسميه أهل الخليج "حرب مكاسرة الرغبات"، في البحث عن التعطيل، كما يقلل احتمال فتح جبهات عسكرية على الحدود أو إشعال حروب داخلية بالوكالة. لكن دول الخليج التي سبقتها أحداث اليمن إلى حيث لم ترغبه أو تتوقعه قد يصعب عليها الإفادة من الدرس اليمني وربما تحدو بعضها شهوة الثأر وفق توقعات تحركها في هذا الاتجاه في قمة شرم الشيخ المقبلة. المعضلة هي أن المتغيرات اليمنية، تضع أمام الدول الخليجية مأزق سياستها في اليمن وكذلك أزمة مراهناتها وخياراتها في غير اليمن، حيث تعتقد أن التخويف من إيران سياسة حكيمة ناجعة. بيد أن بعض الدول تتعظ من أزماتها لتغيير فكرها ونظرتها، لكن بعضاً آخراً تزيده الأزمات انغلاقاً على صدى ذاته، في هذا البعض قيل "لكل زمان دولة ورجال".