الرؤية حول الاتفاق النهائي أصبحت واضحة / تقرير نورالدين الدغير
قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إن من
يتحدث عن رفع تدريجي للعقوبات يخالف ما تمّ التفاهم عليه حتى الآن.
وبعد وصوله إلى طهران، أضاف ظريف إنه بموجب
القانون الدولي فإن الولايات المتحدة سكون ملزمة ومسؤولة عن رفع كل العقوبات
المفروضة على بلاده فورا.
وأكد أن بعض الصحف نشرت أشياء لم تحصلْ على أرض
الواقع في إشارة إلى بعض الصحف الأميركية.رئیس مکتب رئاسة الجمهوریة الإيرانية
محمد نهاوندیان قال إنه مع صدور بیان لوزان لا یمکن لأحد أن یتحدث عن وقف إیران للتخصیب. نهاوندیان
أضاف أن الطرف الآخر قبل من خلال بیان لوزان بقدرات إیران النوویة ولا یمکن لأي احد
بعد الآن ان یوقف مسیرة العلماء النوویین الايرانيين
وأوضح لم یعد أحد یقدر أن یتکلم
عن فرض العقوبات علی الشعب الإیراني بل بات الطرف الآخر یتحدث عن التعاون الدولي بدلا
من العقوبات.
واحتفاء بالتفاهم المنجز خرج
الايرانيون الى الشوارع ووصفوه بالانتصار السياسي لطهران.
وعبر المواطنون عن أملهم بأن
ينعكس الاتفاق مع الدول الخمس زائدا واحدا إيجابا على ايران ولا سيما لجهة رفع العقوبات
الاقتصادية والمصرفية المفروضة عليها منذ عقود.
هذا الكلام يأتي بعد تفاهمٌ تاريخيٌ بامتياز بين إيران والدول الكبرى. وصفحةٌ جديدة من قواعد الاشتباك
ولاسيما بين إيران والولايات المتحدة التي قادت الصراع الغربي ضدها. وما كان لهذا التفاهم
أن يرى النور لو لم يقدم الطرفان على تنازلات متبادلة لتأتي النتيجة كما قالها يوما الرئيس حسن روحاني على قاعدة رابح
رابح.
إيران وافقت على خفض أنشطة التخصيب ووضع منشآتها تحت رقابة الوكالة الذرية مقابل
رفع كلي للعقوبات ستعلن الأمم المتحدة عن آليته. كل هذا يؤشر إلى أن المنطقة دخلت مرحلة
جديدة وأن الأبواب ستفتح أمام إيران لتعود إلى صفوف المجتمع الدولي، وفق ما قاله الغربيون
قبل أيام.
"العمل لم ينته والاتفاق لم يتم التوقيع عليه" قال الرئيس الأميركي
عندما أطل بعيد قليل من الإعلان عن التفاهم، واصفا إياه بالاتفاق الجيد والتاريخي،
والذي يحقق الأهداف الأساسية، مشيدا بفتوى الإمام الخامنئي حول تحريم السلاح النووي،
قائلا إنها تشكل آلية جيدة للالتزام بالاتفاق ..
إسرائيل بطبيعة الحال لم ولن تكون مرتاحة لهذا الاتفاق ولا لأي اتفاق مشابه، لكونه يفتح أبواب
العالم أمام ايران.
الرئيس الايراني حسن روحاني أعلن أنه تم التوصل إلى حلول بشأن معايير رئيسية
في المحادثات النووية. وأضاف روحاني أن كتابة مسودة الاتفاق ستبدأ فورا وتنتهي في الثلاثين من حزيران يونيو المقبل.
الرئيس الاميركي باراك اوباما قال تعليقا على اتفاق لوزان النووي إن الاتفاق
مع ايران ليس مبنيا على الثقة بل على اجراءات تحقيقية مسبقة، لافتا الى أن رفع العقوبات
مشروطٌ بالتزام ايران الكامل بالاتفاق، وأشاد بفتوى الإمام الخامنئي حول تحريم السلاح
النووي.
إسرائيل وعبر وسائل إعلامها أعربت عن قلقها الشديد من الاتفاق. واعتبرت وسائل
اعلامها أن اتفاق لوزان يعطي شرعية دولية للمشروع النووي الإيراني.
القناة العاشرة قالت ان ايران حصلت على أغلب ما تريده في المفاوضات النووية
و"هذه اخبارٌ سيئة لإسرائيل".
واضافت ان الغرب خضع لكل الطلبات الإيرانية واصبحت ايران دولة عتبة نووية.
منسقة
السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أوضحت أنه سيتم العمل من
اجل صياغة قرار حول الحل الكامل وقالت "نحن ملتزمون باتمام هذه الجهود".
موغيريني
أكدت أن الاتحاد الاوروبي سيرفع كل العقوبات عن ايران والولايات المتحدة لن تفرض
عقوبات، كما قالت إنه ستتم مساعدة ايران في اعادة تركيب مفاعل آراك على ان لا ينتج
البلوتونيم للاستخدام المسلح.
وكان
مصدر غربي قال لوكالة رويترز قبيل الإعلان عن الاتفاق إن القوى الست وإيران اتفقت
على تعليق أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية ومراقبتها 10 سنوات.
وزير
الخارجية الأميركي جون كيري أعلن في تغريدة ان الاتحاد الاوروبي ومجموعة خمسة زائد
واحد وايران لديها "الآن المعايير لحل المسائل الرئيسية" المتصلة
بالبرنامج النووي الايراني.
وكتب كيري "يوم مهم.
الاتحاد الاوروبي ومجموعة خمسة زائد واحد وايران لديها الآن المعايير لحل المسائل
الرئيسية للبرنامج النووي. سنعود الى العمل قريبا للتوصل الى اتفاق نهائي".
وفي
مؤتمر صحافي مشترك مع منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي قال وزير
الخارجية الإيراني من لوزان إن "قرارات مجلس الأمن الدولي
ستنتهي بموجب اتفاق شامل مستقبلي، وإن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم بموقع نطنز
لكن ليس في فوردو"، كما أكد أن ايران ستواصل برنامجها النووي السلمي. وأعلن
أنه خلال الفترة المقبلة حتى حزيران يونيو ستتم صياغة الاتفاق النهائي. وأشار إلى
أن ايران ستشارك في الانشطة النووية عبر البحوث العلمية، وأن الاتحاد الاوروبي سوف
ينهي كل انواع الحظر وايضا الولايات المتحدة ستوقف الحظر المادي.
وأوضح
أن مفاعل فردو سيتبدل من برنامج نووي الى منشأة تكنو فيزيائية ولن يكون فيه مواد
مشعة.
وفور الإعلان عن الإتفاق خرج الايرانيون الى الشوارع احتفالاً بإنجاز الاتفاق حول برنامج بلادهم النووي، والذي وصفوه بـ "الإنتصار السياسي" لطهران.
وعبّر المواطنون عن أملهم بأن ينعكس الإتفاق مع دول (الخمس زائداً واحداً) إيجابا
على ايران، ولا سيما لجهة رفع العقوبات الاقتصادية والمصرفية المفروضة عليها منذ عقود.