الولايات المتحدة: فيروس التمييز العنصري ما زال حياً
لم يشف المجتمع الأميركي من تاريخ العبودية والتمييز العنصري. الأحداث المتعاقبة عبر السنوات وصولاً إلى بالتيمور الملتهبة بالاحتجاجات، تثبت أن فيروس التمييز داخل المؤسسات الرسمية وبين الأفراد ما زال حياً ويهدد بالتفاعل.
هذا التقييم بني على التزايد المرعب للجرائم والسلوكيات العنصرية التي تتمظهر على يد الشرطة الأميركية والمؤسسات التنفيذية ضد المواطنين الملونين على ما يقول المراقبون. الإلغاء الرسمي للتمييز العنصري في الولايات المتحدة الأميركية بعد الحركة الاحتجاجية والنضالية التي قادها مارتن لوثر كينغ لم يضع حداً لكثير من السلوكيات العنصرية.
برأي علماء الاجتماع فإن فترة العبودية التي عاشها الملونون في المجتمع الأميركي تم إستصغارها ولم تعالج آثارها السرطانية داخل المؤسسات والأفراد وهي بالتالي قادرة على إنتاج إنفجارات من الحقد والكراهية على غرار الأحداث الجارية حالياً.
ويشير هؤلاء إلى أن الأحلام التي راودت مناهضي العنصرية عقب إنتخاب رئيس من أصول أفريقية هو باراك أوباما تتلاشى مع تكرار مقتل الملونين في الشوارع الأميركية والتسامح المثير للجدل من قبل القضاء الأميركي.
وبرغم القوانين والتشريعات المناهضة للعنصرية التي أنتجها المجتمع الأميركي من عهد الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن لم تمح الذهنية العنصرية ولا جروحها في الولايات المتحدة، فيما يكافح جزء كبير من الأميركيين لمنع تراكم العنصريات القائمة وتحولها إلى كارثة.