يقول محمد عبدو، المقاتل في قوات الدفاع الوطني "أنا
لا أعرف عندما تخرج طلقة البندقية إن كانت ستصيب مسلحاً من أهلي أو اقربائي أو
جيراني، ومع ذلك فضلت أن أختار وطني بعدما عرفت حقيقة ما يجري".
لا يفكر محمد بانتماء من يقاتلون إلى جانبه في الدفاع
الوطني في حلب. فالمهمّ لدى هؤلاء انتماؤهم إلى سوريا بمسلميها ومسيحييها. العربي
إلى جانب الكردي والشركسي، يقفون على بعد أمتار من الجماعات المسلحة للدفاع عن حلب.
ويرى موسيس سوقلزيان، وهو مسيحي أرمني من حلب، إنه تطوع للقتال بعد
أن رأى في أزمة مدينة حلب ما يشبه مجازر الأرمن "فقررت القتال لمنع تكرار المجازر في سوريا".
أما المسلم الشركسي محمد إبراهيم وهو من أبناء حلب يرى
أنه من المهم "أنني سوري ولا بد لمن ينتمي إلى الوطن أن يدافع عنه".
وكذلك خورشيد، الايزدي الكردي من ريف حلب، الذي يرى سوريا ذلك البلد الذي إحتضن أبناءه بكامل
طوائفهم، ولذلك فإنه من "الواجب الدفاع عنها لأنها
أهم من العرق والدين"، كما يقول.
وشكل أكثر من 500 مقاتل الركيزة الرئيسة لقوات الدفاع
الوطني في حلب، معرفتهم بطبيعة حلب وجغرافيتها مكنتهم من القتال في أصعب الجبهات
شراسة بين مباني جمعية الزهراء غرب المدينة.
ويؤكد قائد قوات الدفاع الوطني في حلب إن عناصر تلك
القوات هي من خليط متنوع من الإنتماءات الطائفية في سوريا.
هي تعقيدة الحرب السورية تضع المقاتل أحياناً أمام
خيارات تدفعه في أماكن كثيرة لرفع السلاح في وجه قريب أو جار للحفاظ على فسيفساء
بلاده، وذلك رفضاً لاختزال قرون طويلة من التعايش بين أبناء البلد خدمة لحرب
أرادوا لها أن تكون طائفية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية