ميلاد الفرح والانتصار..من حلب إلى الموصل فبيروت وبيت لحم

من مدينة برطلّة المحررة شرق الموصل إلى شقيقتها مدينة حلب التي تحررت أخيراً من المسلحين إلى كنائيس لبنان ثم إلى ساحة بيت لحم مهد السيد المسيح يحتفل مسيحيو المشرق العربي هذا العام بعيد الميلاد بطعم النصر بعد أكثر من أربع سنوات من غياب الفرح بسبب الحرب.

مسيحيو الموصل يحتفلون في كنيسة برطلة بالميلاد المجيد بعد نحو شهرين على تحريرها من داعش
الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام له طعم آخر بدءاً من مدينة برطلّة شرقي الموصل التي تحررت من داعش، ثم إلى مدينة حلب المحررة أخيراً من المسلحين، وبيت لحم في القدس المحتلة مهد يسوع المسيح. 

الميلاد في مدينة برطلّة شرقي الموصل في العراق له نكهة خاصة هذا العام. مراسل الميادين قال إنّه لأول مرّة تحيي المدينة عيد الميلاد هذه السنة بعد سنوات من الآلام والحزن التي فرضها تنظيم داعش على المدينة، وبالأخص الكنيسة فيها حيث يحتفل حشد من المواطنين بسعادة شاركتهم فيها مختلف الأجهزة الأمنية العراقية وجهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي والفصائل التي شاركت في تحريرها من داعش.


كاميرا الميادين رصدت الاحتفال في كنيسة مارتشموني كأول إحياء لأعياد الميلاد في المدينة. في الكنيسة القديمة التي أنشأت في العام 1855 على يد أبناء برطلّة، وخلال احتلالها حاول داعش إزالتها من موقعها حيث عمد إلى تخريبها وإتلاف موجوداتها وإحراقها.

ولفت مراسلنا إلى أنه لاتزال آثار وبصمات داعش ماثلة على الكنيسة عندما أحرقت لكن جرسها لايزال يدق، وهي من أبرز المعالم الأثرية في شرق مدينة برطلّة.

الابتسامة تعود إلى وجوه الحلبيين وأطفالهم

شجرة الميلاد في العزيزية بحلب تعود بعد غياب أكثر من 4 سنوات
أما الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة حلب بعد تحريرها من المسلحين بعد أكثر من أربع سنوات فقد عاد لها ونقل مراسل الميادين من حلب صورة الاحتفالات وأشار إلى أنّه منذ ثلاثة أيام تعود لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية تعود شجرة الميلاد المركزية إلى ساحة العزيزية التي اعتادت عليها المدينة ما قبل الأزمة، حيث تجوب فرق الكشافة وتزور خلال جولتها الكنائس المدمرة أو التي دُمرت جزئياً، إضافة إلى الجولات داخل أحياء المدينة باتجاه مركز المدينة تبشيراً بقدوم ووصول أعياد الميلاد المجيد المنتظرة منذ سنوات. وأقيمت الاحتفالات في الكنائس المركزية وخاصة في الكنيسة الإنجيلية، و كنيسة اللاتين التي سيُقام فيها احتفال مركزي.   


وأضاف مراسلنا أنه فيما يتعلق بالاحتفالات الشعبية خارج الكنائس فستكون هذه الاحتفالات قرب شجرة الميلاد في ساحة العزيزية، والتي لم تأخذ طابعاً مسيحياً فقط هذا العام بل ستشارك فيها كافة الطوائف في المدينة حيث جهز عدد من الحافلات وزينت وهي تجوب المدينة طيلة الأيام الخمسة الماضية، لتنقل الفرحة لأطفال المدينة الذين غاب عنهم العيد منذ سنوات.

من بيت لحم إلى حلب..تحية

بيت لحم تحتفل بعيد الميلاد المجيد
الميلاد في بيت لحم يُحتفل به كل عام ليس بوصفه عيداً لكل المسيحيين بل لكل من هم ضد الإرهاب والتكفيريين وضد الاحتلال الإسرائيلي.

أبناء بيت لحم وجهوا التحية إلى أهالي مدينة حلب عبر شاشة الميادين السبت لصمودهم في وجه الإرهاب وانتصارهم عليه.

الفلسطينييون يحتفلون الليلة مرتين، مرة احتفالاً بعيد ميلاد السيد المسيح، ومرة احتفالاً بقرار مجلس الأمن الدولي الذي دان الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية وهو الذي أضاف فرحاً إلى قلوب الفلسطينيين هذا العام.

في ساحة المهد تجمع مئات الفلسطينيين والفرق الكشفية التي بدأت تجول في الساحة وأزقة وأحياء بيت لحم وكنيسة المهد لاستقبال البطريرك الذي من المفترض أن يصل من القدس عبر بوابة في الجدار الفاصل إلى بيت لحم ليجول بدوره في أزقة المدينة القديمة، ومن ثمّ إلى الكنيسة ليقيم صلاة افتتاحية في ساعات الظهيرة وبعدها سيقام اجتماع، ثم سيأتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من الوزراء والضيوف للمشاركة في الاحتفالات استعداداً لقداس منتصف الليل حيث ستتواصل الاحتفالات طيلة هذا اليوم.


الاحتفالات في مدينة بيت لحم تتميز عن أي مدينة أخرى في فلسطين المحتلة، حيث أشارت مراسلة الميادين إلى أن لبيت لحم قُدسية خاصة عند الفلسطينيين والمسيحيين حيث يعتقد المسيحيون أن كنيسة المهد هي المكان الذي ولد فيه المسيح يسوع ابن مريم، ويحيطها في المكان عدد كبير من المناطق الدينية منها مغارة الحليب حيث كانت السيدة العذراء ترضع يسوع، ومغارة الرعاع التي كان السيد المسيح يختبىء فيها ممن يطاردونه قبل أن يعود إلى مدينة الناصرة.


وكذلك هنالك احتفالات في مدينة رام الله التي استعدت للاحتفال بكامل حلتها لاستقبال أعياد الميلاد، وكذلك مدينة الناصرة.

كنيسة مار ميخائيل في بيروت تحتفل بالميلاد

كنيسة مار ميخائيل في بيروت تتهيء للاحتفال بليلة الميلاد المجيدة
مراسلة الميادين ومن كنيسة مار ميخائيل في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت قالت إنّ الاستعدادات استكملت في الكنيسة تمهيداً للاحتفال بهذه الليلة، والصلاة بمناسبة مولد السيد المسيح.


ولفتت مراسلتنا إلى مشهد من خلف الكنيسة يختصر الكثير مما مرت به ولبنان، حيث لايزال مبنى مهدم من آثار الحرب الأهلية خاصة وأن الكنيسة كانت على خط تماس أُريد له أن يفصل بين منطقتين حينها "بيروت الشرقية والغربية"، حيث ظلت الكنيسة مغلقة لمدة عشرين عاماً عندما بدأت الحرب الأهلية في 13 نيسان/ أبريل عام 1975 وخرج من الكنيسة آخر عروسين منها تحت زخات الرصاص التي أعلنت مرحلة دموية وسوداء في تاريخ هذا البلد.


وأضافت مراسلة الميادين إلى أنه بعد عشرين عاماً وانتهاء الحرب الأهلية أعيد بناء هذه الكنيسة التي تعرضت للسرق والنهب على يد مسلحين خلال سنوات الحرب، وعادت لتستقبل المؤمنين منذ العام 1995.

اخترنا لك