استقبال موسكو لزعيم المعارضة التركية يثير حفيظة أنقرة
زيارة لافتة على مستوى التوقيت يقوم بها رئيس حزب الشعوب الديموقراطي التركي المعارض صلاح الدين دميرطاش إلى موسكو. المباحثات تناولت الخلاف التركي الروسي الأخير، وسبل التعاون ضد الإرهاب، الزيارة أثارت حفيظة أنقرة التي لم تخف انزعاجها منها.
التوتر الروسي التركي الأخير ومحاربة التنظيمات الإرهابية، أبرز بنود مباحثاته في الخارجية الروسية. ومن هناك أطلق مواقف أثارت استياء الحكومة التركية. وقال دميرطاش "منذ الأيام الأولى شددنا كحزب معارض، على أننا ضد تخريب علاقات تركيا مع جيرانها. انتقدنا علناً تصرفات الحكومة عقب إسقاط الطائرة الروسية" مضيفاً أن "المشاكل بين الدول قد تحدث، لكن يجب إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الحلول الدبلوماسية لتنظيم المشاكل". مشاكل البلدين تتوزع على أكثر من جبهة، أبرزها اتهام موسكو لأنقرة بدعم تنظيم داعش، وهو ما يشجع موسكو كما تشير تصريحات وزير خارجيتها، إلى دعم الأطراف التي تقاتله ومنها الكرد الذين يعد حزب دميرطاش بين الأقرب إليهم في تركيا. وفي هذا السياق قال لافروف إن "روسيا مستعدة للتعاون عن كثب مع الكرد الذين يقاتلون تنظيم داعش. نعلم بوجود كرد عراقيين وسوريين يقاتلون داعش وجماعات متطرفة أخرى. نحن سنضع في اعتبارنا تقييمات حزبكم فيما يتعلق بالوضع في سوريا".
أصداء الزيارة في أنقرة، ترجمتها تصريحات رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو الذي عن امتعاضه بوضوح قائلاً "يمكنهم الذهاب أينما يشاؤون، لكننا نتساءل لماذا يزور أعضاء حزب الشعوب الديموقراطي روسيا الآن، فيما نشهد أزمة معها، وليس قبل شهرين. هؤلاء الناس اعتادوا التعاون مع كل من لديه نزاع مع تركيا". تقول سيرة العلاقات بين موسكو وأنقرة إن الإمبراطوريتين قبل أن تصبحا دولتين كانتا دائماً تتبادلان دعم المعارضات، وأن مشاكل إقليمهما المشترك وضعتهما دائماً على طرفي نقيض. اليوم في سوريا، وبين أرمينيا وأذربيجان جنوب القوقاز، الدرع الصاروخية الأميركية، خطوط الغاز الطبيعي هي قضايا تتجاوز دعم معارضين وإسقاط طائرة.