دبلوماسي غربي للميادين نت: القيادة السعودية منقسمة حول حرب اليمن والدور الإيراني مضخم
يرد السفير الغربي على سؤالنا حول المدى الزمني لمواصلة السعودية معركتها في اليمن بسؤال مفاجئ "عن أي فريق في السعودية تتحدث؟ عن ولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي "يريد مواصلة الحرب ويعتبر نفسه قادراً على القضاء على قوة الحوثيين"، أم عن ولي العهد محمد بن نايف "المعتدل الذي يرى في استمرار الحرب فرصة لتنامي الارهاب؟
في اليوم الأخير لجولة المفاوضات، التقيت في بهو الفندق ذي الأربع نجوم، سفير إحدى الدول الغربية القريبة بل المتبنية إلى حد بعيد الموقف السعودي في المنطقة والذي قال إن مصلحة الرياض اليوم تقضي بوقف الحرب في اليمن. يعتبر السفير الغربي الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن نتيجة المفاوضات اليمنية كانت مقبولة الى حد بعيد كون الأطراف اليمنية جلسوا وجهاً لوجه للمرة الأولى كما أدوا صلاة ظهر اليوم الأول معاً و"هذا يعتبر تقدماً كبيراً مقارنة بمؤتمر جنيف" (الذي عقد في شهر حزيران 2015 في مقر الأمم المتحدة في جنيف).
يقول "إن الايام الثلاثة الأولى كانت إيجابية جداً وإن الحوار بدا بناءاً إلى حد كبير" و"اعتقدنا أن المسار بات على السكة الصحيحة وأن هذه الجولة ستنتهي بنتائج أكبر مما نتوقع"، لكن في اليوم الرابع وبعد الهجوم الذي شنته قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف الذي تقوده السعودية على ثلاثة محاور (حرض التابعة لمحافظة حجة، في مأرب وفي محافظة الجوف "حيث حققت تقدما كبيراً"، "تراجع منسوب التفاؤل، وكاد الهجوم يهشم المفاوضات وأضعفه الى حد كبير وأعاد خلط الأوراق" بالنسبة لأولويات البرنامج الموضوع أساساً لهذه الجولة، وهو ما دفع بأنصار الله للتهديد بترك الطاولة نهائياً، "لكن الإصرار الدولي على استكمال العملية التفاوضية أعاد الجميع إليها".
عقدة وقف النار بلا حل
ويستنتج أنه "ليس هناك أي وسيلة لوقف إطلاق النار حالياً وهذه هي نقطة ضعف هذه المفاوضات واللجنة العسكرية التي شكلت من أجل مراقبة وقف النار مهمتها محصورة فقط بتسجيل الخروقات والاتصال بالأطراف اليمنية في الميدان لإعلامهم بهذه الخروقات، و"لن يكون لهذه اللجنة دور محوري إلا عندما تحظى بالدعم الدولي والأممي وهذا سيأخذ الكثير من الوقت".
موقف مناقض للرياض من الحصار الخارجي
فراغ أمني في عدن
الغرب يعتبر أن حكومة هادي لا ترى وجوداً للقاعدة في هذه المنطقة "علماً أنها موجودة"، بعكس الحوثيين الذين "يضخمون هذا الوجود إلى حد كبير"، والواقع يقول وفق السفير "ان القاعدة موجودة ولكن ليس بالشكل الذي يظهره الحوثيون ولكن على الآخرين عدم التساهل مع الخطر الذي تشكله والذي سيمتد إلى السعودية في حال استمرار الحرب".
تضخيم الدور الإيراني
ويرى أن حقيقة الموقف الإيراني من هذه الأزمة "أن طهران تريد وقف هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وليست لديها أي مصلحة في استمرار هذه الأزمة" مشيراً إلى أن "لديها ملفات أخرى أكثر أهمية في سوريا والعراق وفي مقدمة الاهتمامات الإيرانية يبقى الحفاظ على قوة حزب الله في لبنان".
مصلحة السعودية في وقف الحرب
وبعيداً عن الإجابة يرى السفير الغربي أن من مصلحة السعودية وقف هذه الحرب لأسباب عديدة من بينها:ـ عدم قدرة السعودية على تأمين حدودها مع اليمن والتي تمتد لمسافات طويلة في ظل إطالة أمد الحرب فالخطر لا يأتي فقط من الهجمات التي يشنها الحوثيون بل الخطر الأكبر يأتي من المجموعات الإرهابية التي تتنامى في المناطق الجنوبية.ـ بعيداً من الخطر الأمني على السعودية، بدأت تكاليف الحرب تضغط على الخزينة السعودية، فقد خسرت المملكة مليارات الدولارات في هذه الحرب، وللتعويض تقوم برفع نسبة انتاجها النفطي بشكل غير مسبوق من أجل تغطية تكاليف هذه الحرب اليمن وغيرها من الازمات التي دخلتها السعودية.يختتم السفير الغربي حديثه بأن القوى الكبرى تريد وقف الحرب اليمنية، فالولايات المتحدة "التي وضعت ملف اليمن جانباً لفترة طويلة عادت لتنشط مجدداً في هذه المنطقة وهي تتخوف فعلاً من تنامي الارهاب هناك".