أبعاد عملية تحرير الرمادي

أبعاد كثيرة تحملها عملية تحرير الرمادي ولاسيما أن الكثير من العراقيين اتهموا الولايات المتحدة بعرقلة تحرير عاصمة محافظة الانبار لأشهر طويلة، كما وضعت الولايات المتحدة شروطاً أبرزها عدم مشاركة الحشد الشعبي الذي لعب دور العمليات التمهيدية للتحرير.

الرمادي بلا داعش
الرمادي بلا "داعش"، والعلم العراقيُّ يرفرف في أعلى مبنى المجمّع الحكومي  بعد سبعة أشهر من احتلال التنظيم لها  ابتدأ في  أيار/مايو ألفين وخمسة عشر 2015  لكنّ عاصمة الأنبارأبت أن تدخل عاما جديدا تحت وطأة التنظيم وتحررت منه  ولسان حال مسلحيه  أقمنا مكرهين بها فلمّا  ألفناها خرجنا مكرهينا. لم يكن تحريراً سهلاً أبداً  دخول المدينة رافقته وسبقته  ارتجاجات أمنية وسياسية في الداخل العراقيّ ومن خارجه صيغة جديدة أرادت الإدارة الأميركية أن توجدها غرب العراق  معركة بلا حشد ولا فصائل  هكذا إذا  انطلقت العمليات لتحرير أكبر مدن الأنبار  بالاعتماد على صنوف عسكرية عراقية في الأرض  وفي السماء  الطائرات الاميركية تقصف  وتختار من يحلق معها وفق تنسيق سابق مع بغداد  وبإصرار أميركيّ حمل لبساً  أنّ ثمة ما يراد له أن يغيب عن الناظر العراقي  يقول أعضاء نافذون في الحشد في ترجمة للإصرار الأميركيّ  إنّ قياديّين من داعش  نقلوا خارج الرمادي  أو غضّ الطرف عن هروبهم  خصوصا أنّ مسلحي التنظيم  تقلّص عددهم من ألفي مسلح قبل شهر  الى مئة وخمسين  لم يعثر الا على جثث معدودة لمن قضى في المواجهة. تصرّ واشنطن أن تظهر أنّ النصر العسكريّ في الرمادي  لم يكن ليتحقّق إلّا بدور الطائرات الغربية  والقوات العراقية  في إشارة واضحة لعدم إشراك الحشد الشعبي  معركة تريد واشنطن جعلها نموذجا يبعد الحشد عن معارك مستقبلية في الموصل وغيرها.   تبدأ رحلة الإعمار لما تهدّم بفعل الحرب  على يد أبناء المنطقة وبرامج الإعمار الأميركية  وهنا يبدأ الحذر من محاولات إبعاد بغداد عن إمساك العصا من الوسط  لأنّ ذلك إن تمّ  فثمة واقع جديد يراد له أن يرسم  ليس أقلّ من إقليم جديد  أو إدارة محلية بقوة الحكومة المركزية  فترك خلال ذلك ملف الفلوجة وتحريرها  بيد أخرى  غير عراقية.
قيل إنّ الأميركيين غضّوا الطرف عن أرتال "داعش" يوم احتلّت الكتيبة الخضراء في التنظيم الرمادي،  وقيل إنّ من هرب من قيادات داعش يوم تحرير الرمادي  ما كان ليهرب لولا الغياب المقصود للطائرات العراقية  وبين قيل وقال  خسر داعش الرمادي  لكنه غادرها أكثر مما قاتل فيها  ربما لكي يرصّ صفوفه في مكان ما  وجبهة أخرى  وقد يبدأ معها مسلسل المساومات مع بغداد.

اخترنا لك