عملية القدس.. مرحلة الفدائيين الجدد

ممارسات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى على مدى فترة زمنية طويلة وضعت الفلسطينيين أمام خيار وحيد هو الانتقال إلى المبادرة بالهجوم عبر ابتداع أساليب عديدة وصولاً إلى عملية القدس النوعية بما يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة تصح تسميتها مرحلة الفدائيين الجدد.

من مواجهة الاحتلال إلى الهجوم عليه
تحمل عملية هارنوف في القدس أبعاداً وطنية وسياسية تؤكد حيوية ويقظة الشعب الفلسطيني وقدرته على تخطي ظروف القهر والقمع الإسرائيليين ورافدهما، التخلي العربي شبه الكامل عن القضية الفلسطينية.

العملية الجريئة تؤشر إلى مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة الفدائيين الجدد. إذ يولد جيل جديد داخل المجتمع الفلسطيني لا يقيم وزناً لا للتهديدات ولا للضغوطات الإسرائيلية، ولا يعترف بحدود وأمن المستوطنات إضافة إلى رفضه كل أشكال الاكتفاء باعتماد الحراك السلمي تجاه الاحتلال الذي تخطى في تهويده للقدس والتعدي على حرمة المسجد الأقصى مستوى يهدد باقتلاع المقدسيين وشطب وجودهم وحقوقهم بالكامل.

ما قامت به قوات الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة ضد أهالي القدس والمسجد الأقصى، من عمليات هدم المنازل ومصادرة الأراضي والتهجير والاعتقالات والاغتيالات والإعدامات بحق العزل وتحديداً ما يقوم به المستوطنون ضد المقدسيين، كل ذلك وضع الفلسطينيين أمام خيار وحيد هو الانتقال من الاكتفاء بالتصدي لهجمات قوات الاحتلال في المدن والقرى المحتلة إلى المبادرة بالهجوم، من الرشق بالحجارة إلى استخدام المولوتوف ومن ثم الدهس بالسيارات والطعن بالسكاكين، لتحقيق هدفين: الأول هو إثبات أن الشعب الفلسطيني قادر على المبادرة واستخدام أدوات تستلهم التجارب الأولى للمقاومين الرواد في مهاجمة العدو في عقر داره، والثاني توجيه رسائل في غير اتجاه لا سيما للداخل الفلسطيني بأن هناك ما يمكن القيام به لإحداث نوع من التوازن مع الإسرائيلي وإفهام الحكومة الإسرائيلية بأن القدس والأقصى ليسا موضوعاً قابلاً للتنازل أو التخلي أوالتراجع في الدفاع عنهما.

اخترنا لك