سوريا: التنظيمات المسلحة تخسر ما تبقى لها من هامش سياسي لصالح "داعش" و"النصرة"

المجموعات السورية المسلحة تعاني تراجع التجنيد والحشد على الجبهات، ولم تعد تملك موارد مالية كافية يقابلها منافسة داعش في الرواتب الكبيرة والتسليح، ما يفسر ارتفاع عدد المبايعات له، وانتقال عدد كبير من الكتائب. كيف سيؤثر ذلك في العمليات العسكرية لهذه التنظيمات؟

الاقتتال الداخلي بين الفصائل المسلحة جفف بيئتها الحاضنة
لا تخرج القعقاع عن كتائب كثيرة غيرها، الناطق باسمها اختار مبايعة النصرة، تاركة الجيش الحر دون عديد ومقاتلين. العشائر في الرقة وحلب أيضاً مدّت يدها إلى أبي بكر البغدادي.

ألوية التوحيد والجبهة الإسلامية وما تبقى من الفاروق تعاني من النزف لصالح النصرة وداعش، بعد خسارة مواردها المالية، وإبعادها عن عائدات المعابر، وفقدان آبار نفط دير الزور، واستعادة الجيش السوري صناعات حلب.

الرواتب أكثر ارتفاعاً في تنظيمي أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني، والأداء القتالي يغري حتى القيادات. 

أمام هذا الواقع يرى الخبير العسكري تركي صقر "أنه ليس هناك من معارضة معتدلة، وكل المعارضة تبخرت الآن في أحضان داعش وجبهة النصرة" متوقعاً أن تكون قوة تأثير هذه التنظيمات العسكرية ميدانياً "ضعيفة جداً" وليس كما كان سابقاً.  

قائد الجيش الحر السابق سليم إدريس لم يلتحق بالنصرة، لكنه انضم الى حركة حزم بعد استيلاء زهران علوش على مخازن أسلحته في باب الهوى. إدريس ليس استثناء. أربع مرات شهدت قياداته مجلساً للإعلان عن عزل لواء وتعيين عميد، من رياض الأسعد، إلى إدريس فالبشير، فأحمد بري. نواة ما يصفه الغرب بالمعارضة المعتدلة أخفقت في التحول الى قوة دائمة قادرة على مواجهة الجيش السوري، وفشلت مشاريع السعودية وأميركا في خلق جيش للمعارضة في الأردن وتركيا.

المصالحات أيضاً وليس المبايعات من يحرم التنظيمات المسلحة من خزان المقاتلين. ولاسيما في الغوطة، بيت سحم، ببيلا، وبرزة، وفي المعضمية. السلاح خرج من عهدة التنظيمات، ولا يرفع إلا لحماية تأهيل الحياة المدنية ما أمكن، بعد أن عمها الدمار، وانسداد آفاق القتال.

يقول الكاتب والصحفي مازن بلال أن "السبب هو آلية المصالحة التي تتم بين الفعاليات الشعبية والسلطات الرسمية" معتبراً أن "هذه المصالحات ضرورية لكنها غير كافية لتجفيف بيئة الإرهاب".

الدمار وشدة القتال، أفرغ مدناً شبه مليونية كحمص القديمة، وشرق حلب، وجوبر من احتياطي التنظيمات القتالي.

مع تراجع قدرة المجموعات المسلحة السورية على تحشيد مقاتلين جدد في المواجهات تخسر ما تبقى لها من هامش سياسي لصالح النصرة وداعش. أما عسكرياً فتظهر جبهات الغوطة والشمال والمنطقة الوسطى اكتفاء مجموعاتها بالدفاع عن مواقعها أو القيام بهجمات محدودة لا أفق لها.

اخترنا لك