أميركا تستنجد بالصحوات
يصل إلى واشنطن وفدٌ من العشائر العراقية، بهدف البحث في الحصول على مساعدات عسكرية أميركية لمواجهة داعش في ظل الحديث عن نية الولايات المتحدة إيجاد قوة عشائرية شبيهة بالصحوات لمواجهة تنظيم داعش من جهة، وليتحول لاحقًا إلى قوة عسكرية مناطقية شبيهة بالبيشمركة.
أسابيع مرت على التقدم الذي يحرزه الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في مناطق متعددة من البلاد، بدءاً من جرف الصخر جنوب بغداد وصولاً إلى جلولاء شرقاً وبيجي شمالاً. كانت صورة اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني تتصدر المعركة حتى بدا أن للرجل يداً عليا في كل تقدم ميداني. تريد واشنطن يدًا على الأرض، هي تعلم أنها صاحبة التفوق الجوي، تغير وتدمر ولكنها وبحكم غياب أقدام مقاتليها عن الأرض تعجز عن ترجمة إنجازاتها على الخارطة الميدانية. مجددًا تفتح الإدارة الأميركية دفاترها القديمة لتستدعي منها خططاً ناجعة ساعدتها يوماً في الحد من مخاطر الجماعات المرتبطة بالقاعدة على الأرض العراقية خلال احتلالها البلاد والذي امتد 8 سنوات. تريد واشنطن قوات تحارب إلى جانب الجيش العراقي، وفي آنٍ تحقق انتصارات لا تحسب له، بل قل تحسب لواشنطن نفسها لا لخصمها الشرق الأوسطي القديم، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي أيضاً لا تريد لحليفتها القديمة في الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية، أن تفوز بولاء هؤلاء المقاتلين، كي لا تستغل تأثيرها الطائفي والسياسي عليهم. الأهم أن واشنطن ترغب في إيجاد قوة من عشائر المنطقة، ذات حضور قوي، لتكون نواة جيش مناطقي شبيه بالبشمركة الكردية، متعاون مع بغداد إلى حد ما، لكنه مستعد لحظة الحاجة لتنفيذ مهام أخرى.