الحياة تعود إلى حي الزهراء وسط مدينة حمص
حي الزهراء في حمص يشكل نموذجاً عن التأقلم مع ظروف الحرب وتداعياتها، اليوم يتعافى الحي وينفض غبار المعارك ليأخذ دوره السابق كعصب أساسي في حياة مدينة حمص.
مواطن حمصي يقول "كانت الحياة قبل خروج المسلحين هنا تحديداً وكأن الشارع مهجور وخال من الحياة، عندما توقف القنص عادت الحياة طبيعية، كنا نقول هل يعقل أن ترجع الأيام الحلوة، والحمدلله رجعت". قاوم الحي طويلا كل أشكال الموت المتنقل من رصاص وقذائف واستهدافات أدت لانعدام الحياة على نحو تام.. اليوم يعود هذا الحي إلى دوره بعودة الحياة إليه، الحي كان كل ما فيه مخيفاً واليوم هو الأكثر ازدحاماً في المدينة. إحدى المواطنات تقول "عندما كان المسلحون هنا كان ممنوع علينا التنقل كما نريد، الآن العالم تتحرك ورجعت الزهراء كما كانت والمحلات فتحت كانت معاناتنا كبيرة من القناصين". بعض الأصدقاء يلهون ولا يبالون لا بخوف ولا بمسلح، لقد أصبح بإمكانهم الغناء حتى وسط الشارع، يسعى كل واحد وبأسلوبه لمحو آثار الموت التي عبرت يوماً هذا الطريق. لا خوف اليوم إلا من سيارات مفخخة لطالما استهدفت الحي، لتـضيف آلاماً جديدة إلى منطقة قدمت الآلاف من أبنائها وتثبت يوماً بعد آخر أنها تواقة للعيش رغم كل الصعاب والتحديات. هنا كانت جدارن حي الزهراء الشهيرة، الجدران التي بناها السكان بمبادرات شخصية لتخفيف الموت القادم مع رصاص القنص، اتفاقية حمص القديمة نفذت، الجدارن أزيلت، والحياة عادت إلى حي الزهراء ليأخذ دوره الحيوي كعصب يربط شرق المدينة بغربها.