49 قتيلاً نتيجة الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان.. ودعوات إلى التهدئة

ردود فعل دولية تدعو إلى التهدئة قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا وبعده.

  • نقطة تفتيش حدودية بين أرمينيا وأذربيجان بالقرب من قرية سوتك الأرمينية (أرشيف).
    نقطة تفتيش حدودية بين أرمينيا وأذربيجان بالقرب من قرية سوتك الأرمينية (أرشيف).

أعلن رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، اليوم الثلاثاء، أن خسائر أرمينيا نتيجة القصف على الحدود مع أذربيجان بلغت 49 قتيلاً، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

وقال باشينيان في كلمة أمام البرلمان الأرمني، إن القوات الأذربيجانية شنّت هجمات على الحدود الأرمنية على 7 محاور، الليلة الماضية. موضحاً أن حدة الاشتباكات تراجعت في الساعات الأخيرة بين الطرفين.

وقد استدعت التطورات الأخيرة ردود فعل دولية، ولا سيما بعد انهيار وقف إطلاق النار بين البلدين بعد دقائق من بدء تنفيذه.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إنّ بلاده "قلقة بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ولا سيّما بعد ورود تقارير عن قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية في أرمينيا".

وأضاف: "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع. نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً".

كذلك، علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، على الوضع بالقول إن "أذربيجان هاجمت حدود أرمينيا"، معتبراً الخطوة بأنها "انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار وهجوم مباشر على سيادة أرمينيا". داعياً إلى وقف جميع المساعدات إلى أذربيجان بشكل فوري ودائم.

من جهة أخرى، أجرى رئيس الوزراءِ الأرميني، نيكول باشينيان، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإطلاعه على الأوضاع عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية، واتصالاً منفصلاً مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وقال باشينيان إنه يأمل في "ردّ مناسب من المجتمع الدولي بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان"، وفقاً لبيان الحكومة الأرمينية.

فيما أعلنت وزارة خارجية أرمينيا، إن وزير الخارجية أرارات ميرزويان، أطلع نظيره الروسي سيرغي لافروف بتفاصيل الوضع القائم على الحدود مع أذربيجان.

كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد للوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية.

ودعت الخارجية الروسية "الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من تصعيد الموقف، وضبط النفس والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار".

وتقرر اليوم الثلاثاء في اجتماع لمجلس الأمن الأرميني توجيه نداء رسمي إلى روسيا من أجل تنفيذ أحكام معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، وكذلك إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي و مجلس الأمن الدولي.

في السياق نفسه، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإيرانية، ناصر کنعاني، عن قلقه من تشدید التوتر و الإشتباکات الحدودیة بین جمهوریتي أذربیجان وأرمینیا، ودعا إلی تسویة الخلافات عبر الطرق السلمیة وبناء علی القانون الدولي بین البلدین.

وجدد کنعاني رفض إيران لحدوث أي تغییر علی الحدود الأذربیجانية والأرمينية، معلناً استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة لتسویة الخلافات بین البلدین الجارین.

من جهته، دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أرمينيا إلى وقف "الاستفزازات والتركيز على مفاوضات السلام مع أذربيجان"، وكتب تشاووش أوغلو على حسابه بموقع تويتر، إنه ناقش مع نظيره الأذري جيهون بيراموف "الاستفزازات الأرمينية على الحدود بين البلدين".

ويتنازع البلدان، منذ عقود، على السيادة على إقليم ناغورنو كاراباخ، الذي تتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلاله، بينما تقول أرمينيا إنّ الإقليم تابع لأراضيها.

يشار إلى أن أذربيجان وأرمينيا اتفقتا على وقف لإطلاق النار بينهما، منذ صباح اليوم، قبل أن ينهار الاتفاق بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ اليوم.

يذكر أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ بدأ يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، بعد معارك استمرت نحو شهر ونصف الشهر، وأسفرت عن سيطرة أذربيجان على أجزاء واسعة من الإقليم.

كما نصَّ إعلان وقف إطلاق النار، الذي تمَّ برعاية روسية، على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في ناغورنو كاراباخ، وعند الممر الواصل بين أراضي أرمينيا وكاراباخ.

اخترنا لك