مليون مواطن سوري محرومون من المياه في الحسكة بسبب الاحتلال التركي
أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة تتجدّد بعد تخفيض الاحتلال التركي الضخَّ في محطة علوك، والجهات الحكومية تعمل لتعويض النقص، وتتعاون مع الروس للضغط على تركيا لإعادة الضخ.
تشتدّ أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة وأريافها، بعد توقّف محطة علوك، المصدر المائي الوحيد المغذّي للمنطقة، عن العمل لليوم الخامس على التوالي، ومع استمرار انقطاع المياه عن أغلبية أحياء المدينة للاسبوع الرابع على التوالي، نتيجةَ التوقّف التدريجي للمحطة عن الخدمة.
وخفّض الاحتلال التركي والفصائل الموالية له الضخ من محطة علوك، بالتدريج، من 80 ألف متر مكعّب يومياً، إلى أقلّ من 10 آلاف متر مكعّب في اليوم، وهو ما أدى إلى عدم وصول المياه إلى منازل المدنيين، وتوقّف الضخ بصورة كليّة لليوم الخامس على التوالي، الأمر الذي أدّى إلى حرمان نحو مليون مواطن من المياه.
ورداً على تخفيض الوارد المائي من محطة علوك إلى أدنى مستوى له، منذ احتلال تركيا مدينةَ رأس العين وريفَها، قطعت الإدارة الذاتية الكردية الكهرباء عن المحطة، الأمر الذي أدّى إلى توقّف عملها على نحو كامل.
وتعمل الجهات الحكومية على اتّخاذ حلول سريعة لتوفير مياه الشرب للأهالي، من خلال اتّخاذ عدة إجراءات، تزامناً مع استمرار الجهود مع الجانبين الروسي والأممي، لإعادة الضخّ من محطة علوك.
وفي هذا السياق، يؤكد محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، في تصريح لموقع الميادين، أن "الجهود الحكومية مستمرة مع الجانبين الروسي والأممي لإعادة الضخ مجدّداً من محطة علوك".
ولفت المحافظ إلى "وجود جهود روسية مع المحتلِّين الأتراك لإعادة المياه، مع اقتصار الدور الأممي على الأقوال من دون ترجمتها إلى أيّ أفعال حتى الآن".
واعتبر المحافظ أن "قطع المياه عن نحو مليون شخص في الحسكة وأريافها، يُعَدّ جريمة حرب موصوفة تُرتكب بحق الأهالي".
وأكّد أن "خطة حكومية بدأت تزويد المدينة بصهاريج مياه للشرب، مع زيادة عدد الخزانات التابعة للهلال الأحمر، ودراسة إمكان تعبئة المياه في خزانات الأهالي، كحلول إسعافية لمواجهة أزمة مياه الشرب"، لافتاً إلى أن "الخطة مستمرة في زيادة عدد الصهاريج والخزانات لتلبية جزء من حاجات الأهالي".
بدورها، أوضحت منسّقة مشروع المياه في الهلال الأحمر السوري في الحسكة، نورا عبد الوهاب، أن "فرع الهلال الأحمر سيّر عدداً من الصهاريج، بالتعاون مع الجهات الحكومية، لتعبئة خزانات المياه التابعة للهلال، لتوفير مياه الشرب للأهالي، مع تسيير صهاريج في شوراع أحياء وسط المدينة، كخطة دعم للخزانات".
وتابعت "المياه آمنة، وتخضع لرقابة تامة، من أجل ضمان توفير مياه صالحة لاستهلاك الأهالي".
وتُعَدّ هذه المرةَ الـ20 التي يقطع فيها الاحتلال التركي المياه عن مدينة الحسكة وأريافها، منذ احتلال تركيا مدينةَ رأس العين وأريافها في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2019.
وتزداد المطالب الأهلية والحكومية بتحييد محطة مياه علوك عن الصراعات السياسية، وضرورة دخول الورشات الحكومية محطةَ علوك ومحطةَ الحمة، لضمان استمرار ضخّ المياه للأهالي.