الاحتلال يجدّد اقتحامه حيَّ البستان في سلوان.. والفلسطينيون يتصدّون
قوات الاحتلال تعاود اقتحامها حيَّ البستان في سلوان، وتفرّق، بقنابل الصوت والغاز، المعتصمين الفلسطينيين الذين كانوا ينظمون وقفة احتجاجية رفضاً لهدم منازلهم ومنشآتهم في البلدة.
أفاد مراسل الميادين، مساء الثلاثاء، بأن قوات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت حي البستان في سلوان في القدس المحتلة، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز.
واندلعت المواجهات في حي البستان بعد قمع الاحتلال مساء اليوم وقفةً احتجاجية، رفضاً لهدم المنازل والمنشآت في البلدة.
يأتي ذلك، بعد اقتحام الاحتلال الحيَّ صباحَ اليوم، في محاولة لهدم منازل فلسطينية، وسط تصدّي الأهالي لقوّاته، بحيث اعتدت عليهم قبل أن تنسحب من المنطقة.
شاهد | الأهالي يتابعون وقفتهم الاحتجاجية ضد هدم منشآت في #سلوان أمام قوات الاحتلال التي اغلقت الشارع أمامهم لقمعهم.#انقذوا_سلوان pic.twitter.com/ITMG1F2VEH
— المقدسي للإعلام (@AlmakdesyMedia) June 29, 2021
#سلوان pic.twitter.com/2z1aNl2XyU
— shimaa alnatour (@shimaaalnatour) June 29, 2021
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال قمعت وقفة أمام منزل المقدسي نضال الرجبي، وهو صاحب منشأة تجارية هدمها الاحتلال في بلدة سلوان، واعتقلت شاباً.
وقال الناشط المقدسي صلاح ذياب إن "قوات الاحتلال أغلقت مدخل سلوان، وانتشرت في محيط حي البستان عقب تنظيم أهالي الحي وقفةً أمام منزل الرجبي في حي البستان في سلوان، رافعين عَلَم فلسطين، ومندِّدين بإجراءات الاحتلال ومخططاته بشأن تهجير أهالي سلوان".
وأضاف أن "قوات الاحتلال لاحقت الشبّان، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت، واعتقلت شاباً لم تُعرَف هويته بعدُ".
وأصابت قوات الاحتلال 6 مواطنين بالرصاص المعدني المغلَّف بالمطاط، إحداها في الصدر. وأُصيب آخرون بحالات اختناق ورضوض، خلال المواجهات صباحاً، وخلال هدمها منشأةً تجارية، وذلك مع انتهاء المهلة المحددة لهدم 17 منزلاً في الحيّ.
وكان مراسل الميادين أفاد صباح اليوم بأن آلية هدمٍ عسكرية إسرائيلية وجرّافة، يرافقهما عدد كبير من الجنود، تقدَّمتا صباحاً إلى حيّ البستان، ونفّذتا جريمة الهدم، بينما دعت مساجد سلوان الأهالي إلى التصدّي لقوات الاحتلال.
هتافات الأهالي خلال الوقفة الاحتجاجية أمام منزل نضال الرجبي الذي هدمت قوات الاحتلال صباح اليوم محله التجاري في حي البستان. pic.twitter.com/bgV9qorCnO
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 29, 2021
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه سجَّلت 4 إصابات خلال مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في حي البستان.
وقبل ساعات، انسحبت قوات الاحتلال من محيط حي الشيخ جرّاح، وأزالت الحواجز التي وضعتها لحصاره قبل شهرين، وسمحت للمقدسيين بدخوله مجدداً، بينما أضرم مستوطنون النار في أراضٍ زراعية في بلدة بورين جنوبيّ نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان، شماليّ الضفة، غسان دغلس، إن مستوطنين أضرموا النار في عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية في المنطقة الجنوبية من قرية بورين المحاذية لمستوطنة "يتسهار".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال منعت الأهالي وطواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المكان، الأمر الذي أدّى إلى إحراق عشرات الأشجار.
مستوطنون يحرقون حقولا زراعية في حوارة وبورين جنوبي #نابلس. pic.twitter.com/BPcugz51is
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 29, 2021
وفي تعليق على التطورات، أكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، داوود شهاب، في حديث إلى الميادين، اليوم، أن "المقاومة في جهوزية تامّة لحماية المقدَّسات"، وقال: "إننا في صراع مفتوح مع الاحتلال، وعلى الفلسطينيين أن يتمسكوا ببيوتهم وأرضهم"، مشيراً إلى أن "المقدسيين هم أمام تحدي البقاء في البيوت على الرغم من كل التهديدات والاعتقالات".
وحمّلت "الجهاد الإسلامي" الاحتلال الإسرائيلي المسؤوليةَ الكاملة عما يجري في حيّ البستان، وفي كل أحياء القدس المحتلة.
أمّا الناطق باسم حركة "حماس" في مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، فقال، من جهته، إن "ما يقوم به الاحتلال من اعتداءٍ سافر واقتحام لحيّ البستان في سلوان، بنيّة هدم البيوت وتهجير أهله، هو تجاوز جديد للخطوط الحمراء، وعبثٌ بصواعق تفجير لا يعرف عقباها".
بدورها، أعلنت لجان المقاومة الفلسطينية أن "أعمال الهدم الصهيونية في حي سلوان في القدس تمثّل تمادياً في العدوان، وستكون مقدمة لمعركة مفتوحة سيدفع خلالها العدو الثمن مضاعَفاً" .
وفي المواقف الرسمية، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية قيام السلطات الإسرائيلية بهدم منزل ومنشأة تجارية عائدَين إلى المَقدسيين في سلوان.
وحذّرت الوزارة من أن عمليات الهدم والتهجير "مرفوضة ومُدانة، وتُعَدّ خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولالتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال، وتغاير الجهود الدولية والاقليمية في تثبيت التهدئة".
وشدّدت الوزارة على ضرورة "وقف خطط تهجير المقدسيين اللاشرعية واللاقانونية في سلوان، وحيّ الشيخ جراح، والكفّ عن الاستفزازات والاعتداءات، واحترام الوضع القائم في القدس، قانونياً وتاريخياً".