بري: قرار تكليف رئيس الحكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية وهو ناشئ عن قرار النواب
رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه برّي، يردّ على بيان رئاسة الجمهورية أمس، ويقول إن قرار تكليف رئيس الحكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية، والأخير لا يحقّ له بوزير واحد، ومبادرة تشكيل الحكومة مستمرة.
قال رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه برّي، إن "قرار تكليف رئيس حكومة خارج عن إرادة رئيس الجمهورية، بل هو ناشئ عن قرار النواب، أي السلطة التشريعية. ومَن يُجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة هو الرئيس المكلَّف".
وأضاف برّي "أنني، باسم الشعب اللبناني، تحرَّكت وأتحرّك، ومن حقي أن أحاول، بناءً لطلب دولة رئيس الحكومة المكلّف، أن أساعده في أيّ مبادرة قد يتوصل إليها، ولاسيما أن رئيس الجمهورية، الذي تعود إليه صلاحية توقيع مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيسها، أبدى كل رغبة في ذلك، وأرسل إليّ عدة رُسُل بهذا الشأن، وحدث أكثر من اجتماع لإنجاح ما سُمِّي مبادره برّي".
وتابع رئيس مجلس النواب اللبناني أن "القاضي كان راضياً ما دام عدد الوزراء ارتفع إلى 24، وحُلّ موضوع الداخلية، إلى أن أَصْرَرْتم على 8 وزراء زائداً اثنين، يسميهم رئيس الجمهورية، الذي ليس له حق دستوري في وزير واحد، فهو لا يشارك في التصويت، فكيف تكون له أصوات بطريقة غير مباشرة".
وقال بري، غامزاً من قناة الرئيس اللبناني ميشال عون، إن "كل شيء في لبنان معطَّل، والبلد ينهار، والمؤسسات تتآكل، والشعب يتلوّى، وجدار القسطنطينية ينهار مع رفض مبادرة وافق عليها الغرب والشرق وكل الأطراف اللبنانية، إلاّ طرفكم الكريم، فأقدمتم على البيان البارحة. صراحةً تقولون لا نريد سعد الحريري رئيساً للحكومة".
وأضاف "هذا ليس من حقكم، وقرار تكليفه ليس عائداً إليكم. والمجلس النيابي قال كلمته مدّويةً جواباً عن رسالتكم إليه، والمطلوب حلٌّ، وليس ترحالاً. والمبادرة مستمرة".
وكانت الرئاسة اللبنانية قالت، أمس الثلاثاء، إن المرجعيات التي تتطوَّع للمساعدة على تأليف الحكومة اللبنانية مدعوّة إلى التقيد بأحكام الدستور اللبناني.
وأكد البيان الصادر عن مكتب الإعلام في الرئاسة أن "تصريحات ومواقف من مرجعيات متعددة تتدخل في عملية التأليف، متجاهلةً، قصداً او عفواً، ما نصّ عليه الدستور"، داعياً إلى "الاستناد إلى الدستور، والتقيّد بأحكامه، وعدم التوسع في تفسيره لتكريس أعراف جديدة، ووضع قواعد لا تأتلف معه".
واعتبر أن "الزخم المصطنَع، والذي يفتعله البعض في مقاربة ملف التشكيل، لا أفق له إذا لم يسلك الممر الوحيد والمنصوص عنه في المادة 53، الفقرات 2 و3 و4 و5 من الدستور".
وكان الرئيس برّي أعرب، خلال استقباله رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، غسان بن جدو، عن انزعاجه الشديد من الأوضاع الراهنة في لبنان، واصفاً "استمرار حال التردي بأنه سيؤدي إلى خراب كبير لا تُحمَد عقباه".
وأكد للميادين أن مبادرته، في نُسختها الثالثة للحل والخروج من المأزق الحالي، سياسياً وحكومياً، تحظى بموافقات عربية وإقليمية ودولية وغربية، وبما فيها موافقة فرنسا.
لكنه أعرب عن قلقه البالغ من أن تمسّك البعض بشروط تعجيزية سيزيد في تعقيد الأمور وليس انفراجها، مؤكداً أنه، من موقعه رئيساً لمجلس النواب، حريص جداً على احترام الدستور وتطبيقه، ولن يسمح باستهدافه أو تجاوزه أو خرقه، تحت أيّ مسمّيات.
وكُلّف سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد استقالة حكومة حسان دياب، في آب/أغسطس الماضي، لكنه لم يتمكّن حتى الآن من تشكيل الحكومة.
وتتفاقم الأزمة في لبنان، حكومياً واقتصادياً، بحيث كشف تقرير للأمم المتحدة أنّ أكثر من مليون لبناني في حاجة إلى دعم مستمر لتأمين حاجاتهم الأساسية، بما فيها الغذاء، في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد.