منظمات حقوقية وأهلية في الجزائر تطالب بتحرُّك جادّ لحماية الأطفال الفلسطينيين
منظمات حقوقية وأهلية في الجزائر تشارك في "منتدى الذاكرة" بشأن خطر الحروب على الأطفال وحق الشعب الفلسطيني في الحياة، وتطالب بتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين من جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
طالب المشاركون في "منتدى الذاكرة"، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الجزائرية، بشأن "خطر الحروب على الأطفال.. حق الشعب الفلسطيني في الحياة"، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، حتى لا تتكرر المجزرة التي استُشهد فيها 69 طفلاً خلال العدوان الأخير على مدينة غزة.
وشارك في المنتدى، الذي نظّمته سِفارة دولة فلسطين في الجزائر، بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد" واللجنة الشعبية الجزائرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة وتضامناً مع الطفل الفلسطيني، منظمة الهلال الأحمر الجزائري وممثل عن مجلس الأمة، ومجاهدون وأبناء شهداء.
وناشد سفير دولة فلسطين في الجزائر، أمين مقبول، العالم كله أن ينظر إلى ما يجري في فلسطين من جرائم على يد الاحتلال الإسرائيلي، وأن يحمي الطفولة التي "تُغتال وتُقتل وتُذبح يومياً" في فلسطين، مستدلاً على ذلك باستشهاد 69 طفلاً فلسطينياً جرّاء غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي.
وقال السفير إنه "لم يعد هناك وقت للانتظار، ولا بدّ من وقفة تضامنية فعلية لحماية الطفولة الفلسطينية"، مضيفاً أنه "في يوم الطفولة العالمي، نناشد المجتمع الدولي وكل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أن تقف وقفة جادة وحاسمة ضد هذه المجازر التي تُرتكب ضد الفلسطينيين، وخصوصاً الأطفال، منذ عشرات السنين".
من جهته، أكد رئيس جمعية "مشعل الشهيد"، محمد عباد، "ضرورة توفير الحماية للطفل الفلسطيني الذي فقد أبسط الحقوق، و هو الحق في الحياة"، محمِّلاً الهيئات الدولية، و على رأسها الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي، مسؤوليةَ توفير الحماية لهؤلاء الاطفال الذين يعانون الويلات تحت نير الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار محمد عباد إلى أن حماية الطفل تبدأ من المجتمع المدني العالمي، لافتاً إلى أنه إذا كان الطفل في العالم يتحدَّث عن الحق في الإنترنت فإن الطفل في فلسطين يطالب بحقه في الحياة. وقال "الطفل هو أكبر الضحايا في الحروب وهو من يدفع الثمن باهظا"، غير أن هذا الطفل "الذي لا يعيش طفولته، سيصبح بطلاً، ويناضل من أجل بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، على حد قوله.
من جانبه، دعا رئيس اللجنة الشعبية الجزائرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني - قيد التأسيس - طاهر ديلمي الهيئات الدولية والمنظمات الدولية غير الحكومية، التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى أن تهتمّ بالطفل الفلسطيني لأنه معرَّض لأزمات نفسية وتربوية، مناشداً الهيئات الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الاهتمامَ بالطفولة الفلسطينية.
وكشف رئيس اللجنة قيام مبادرة، على مستوى اللجنة الشعبية، لمرافقة الأطفال الفلسطينيين من خلال بناء مَرافق ومستشفيات للعلاج النفسي، على أن يتم ذلك في إطار دعم المجتمع المدني والدولة الجزائرية للشعب الفلسطيني. وأكد أنّ مواقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية، "واضحة وشفّافة وحاسمة"، وتعبّر عن إيمان كل مكونات الشعب الجزائري بقضية فلسطين.
وطالبت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، من جهتها، بأن يكون دعم الشعب الفلسطيني وحماية أطفاله عبر إجراءات عملية، مضيفة أن الأطفال الفلسطينيين يحتاجون إلى مساعدات كثيرة، وخصوصاً فيما يتعلق بالدواء.
وحتى لا تتكرَّر المأساة، قالت بن حبيلس إنه "لا بدّ من تضافر جهود المنظمات الإنسانية والحقوقية حتى تشكل قوة ضغط على قرارات الأمم المتحدة"، مشيرةً إلى أن أُولى ضحايا عدم احترام القانون الدولي هم الأطفال.
وأفادت بأن الهلال الأحمر الفلسطيني أرسل قائمة بالمواد التي يحتاج إليها الشعب الفلسطيني، وفتح حساباً مصرفياً لجمع تبرعات المواطنين، ولشراء أدوية وسيارات إسعاف ومولدات كهرباء من أجل إرسالها إلى الفلسطينيين.
ودعت بن حبيلس أطفال الجزائر إلى التضامن مع إخوتهم الفلسطينيين، الذين حُرموا من طفولتهم، ودعتهم إلى التوجه إلى مراكز البريد والتبرّع ولو بمبالغ رمزية من أجل أن تعمَّ روح التضامن.