بعد إنجازات "سيف القدس".. خيارات للمقاومة الفلسطينية فرضها الانتصار

انتهت معركة "سيف القدس" بنصر للمقاومة الفلسطينية، وبتهدئة في الوقت الراهن، لكن حركة "حماس" تريد إنجازاً سياسياً للقضية

  • يحيي السنوار دعا الاحتلال إلى
    يحيي السنوار دعا الاحتلال إلى "قراءة كل المتغيرات وعدم اللعب بالنار"

في جردة الحساب عسكرياً وسياسياً مع الاحتلال الإسرائيلي، تحدثت حركة "حماس" عن الحرب الأخيرة، وفيها صبر وصمود وتضحيات وانتصار.

كما تحدثت، عبر رئيسها في غزة، يحيى السنوار، عن المكاسب السياسية لهذا الانتصار، لناحية استعادة القضية الفلسطينية مكانتها المتقدمة في الاهتمامات الدولية، داعياً الاحتلال إلى "قراءة كل تلك المتغيرات وعدم اللعب بالنار". بمعنى، أنه إذا أراد تهدئة طويلة فإن عليه عدم المس بالفلسطينيين والقدس والأقصى.

ودعا السنوار السلطة الفلسطينية إلى الاستثمار في السياسة بما تحقق في العسكر، وفي ذلك مؤشر مرحلة جديدة وعدت فيها "حماس" أهل غزة بالاستقرار وتحسن أوضاعهم الاقتصادية.

ما بعد "سيف القدس" لن يكون كما قبلها

أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللواء أبو أحمد فؤاد "أننا أمام انجاز عسكري".

وقال فؤاد للميادين إن "ما جرى في الحرب الأخيرة هو نموذج لما تملكه المقاومة"، مشيراً إلى أنه "لو امتدت الحرب إلى كل محور المقاومة لأصبح وجود الكيان هو المستهدَف".

وأضاف أبو أحمد فؤاد أن "أي إجراءات مستقبلية يجب أن تُبقي الإصبع على الزناد"، لافتاً إلى أن "كل ما جرى في الحرب الأخيرة انجاز لمحور المقاومة مجتمعاً".

واعتبر أن "ما حدث بالنسبة إلينا هو وقف لإطلاق النار، لكن علينا أن نستعدّ دائماً"، مشيراً إلى "أننا لا نستخدم مع الاحتلال أيّ تعبير، مثل تهدئة أو هدنة".

ودعا أبو أحمد فؤاد إلى عقد اجتماع للأمناء العامين "للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها"، مشيراً إلى أن "الفرصة مؤاتية كقوى فلسطينية لأن نتخذ مواقف حاسمة لأننا انتصرنا".

وقال إنه "يجب أن يكون لنا موقف جامع بشأن ضرورة الاستفادة من الانتصار سياسياً"، مشدداً على أن "في مستودعات المقاومة صواريخ أفضل من التي تم استخدامها".

ولفت إلى أن "الإمكانات التسليحية المتوافرة لمحور المقاومة أمر لا يتصوّره العدو"، موضحاً أنه "لا يمكن أن نوافق على دفع أي ثمن سياسي ونحن منتصرون".

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن "غزة لا تقاتل عن نفسها، بل تمثل ضمير العالم".

وقال عزام للميادين إن "الفلسطيني يملك الرغبة في أن يكون حراً ويدافع عن مقدساته ومعتقداته"، مشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني يرفع رأسه بشموخ وهو يقف مدافعاً عن حقه".

ولفت عزام إلى أن "الدول التي عملت بقوة من أجل وقف اطلاق النار يجب أن تواصل الضغط على إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "يجب مواصلة الضغط على إسرائيل من أجل عدم المس بالقدس والأقصى".

وأوضح أن "الاتصالات بالأخوة في مصر لم تنقطع، لكن لم توجَّه إلينا أي دعوة إلى القاهرة"، مشدداً على أن "ما يهمنا هو لجم إسرائيل وعدوانها عن الشعب الفلسطيني".

وأضاف عزام أنه "يجب أن نستفيد من أجواء الإجماع الفلسطيني والوحدة لتعزيز الموقف الفلسطيني"، مشدداً على "ضرورة السعي لتقوية جبهتنا الداخلية وحلّ الملفات الخلافية".

واعتبر عزام أن "مسيرة التسوية، على مدى السنوات الماضية، فشلت"، موضحاً أنه "يجب أن تتحرّك الأمة، غي كلّ تياراتها ومكوناتها، لدعم الشعب الفلسطيني".

وتوجَّه عزام بالتحية إلى السيد حسن نصر الله، وقال "هو داعم للفلسطينيين ونثق بصدقه"، لافتاً إلى أنه "يحب أن يتحرك العلماء والنخب والنشطاء على مستوى العالم لدعم الشعب الفلسطيني".

الخبراء الإسرائيليون الذين انصرفوا على نحو علنيـ في موازاة انصراف المسؤولين الإسرائيليين في الغرف المغلقة إلى قراءة العبر التي خرجت بها "إسرائيل" من هذه المعركة، توصلوا إلى أن ما خبرته "إسرائيل" خلال هذه المواجهة مع غزة "يمثل طرف جبل الجليد مما يمكن أن تختبره إن هي دخلت في مواجهة مع حزب الله".

في المقابل، أشار معلقون الى أن محور المقاومة عموماً ـ وحزب الله خصوصاً ـ كان بدوره يراقب ما يجري ويدرس جيداً نقاط ضعف الجيش الاسرائيلي، وأنه استخلص العبر على مستويين: هجومي ودفاعي، استعداداً للمواجهة المقبلة.

اعتداءات إسرائيلية متكررة على الفلسطينيين في القدس المحتلة ومحاولة تهجيرهم من منازلهم، استدعت انتفاضة فلسطينية عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبعها عدوان إسرائيلي على غزة تجابهه المقاومة بالصواريخ التي تشل كيان الاحتلال.

اخترنا لك