المالكي من بغداد: العراق جاهز ومستعدّ لدعم لفلسطين
بعد سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يصل إلى بغداد، ويؤكد منها أن المعركة المقبلة هي معركة مواجهة الاستيطان.
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "جئنا إلى بغداد لننسّق المواقف المقبلة"، مشيراً إلى أن المعركة المقبلة هي معركة مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف المالكي، عقب وصوله إلى العاصمة العراقية اليوم الأحد "نستمدّ الطاقة والقوة والعنفوان من الشعب العراقي"، مؤكداً أن "هذه هي العلاقة الحقيقية التي تربط فلسطين بالعراق".
وتابع أن "العراق وفيّ لفلسطين، وفلسطين وفيّة للعراق، وسوف تُظهر الأيام المقبلة جهوزية العراق واستعداده لدعم فلسطين"، مشدداً على أن "الأهم هو هذا الشعور بأن قضية فلسطين هي قضية عراقية مجتمعية، ورأيناه في التجمعات والتظاهرات".
وأشار إلى أن "المسجد الأقصى يُدنَّس ويُستباح من جنود الاحتلال، ويُسمح بدخول الغزاة والمستوطنين، بينما يُحرَم المسلم من الصلاة في المسجد كل يوم".
كذلك، لفت المالكي إلى أن "عائلات الشيخ جراح مهدَّدة في بيوتها، وليس فقط حي الشيخ جراح، وإنما العائلات الفلسطينية".
وأوضح أن "السياسة الإسرائيلية الاستيطانية تُمارَس بحق كل فلسطيني، ومعركة القدس هي المعركة التي يجب أن نحضّر أنفسنا لخوضها باسم كل العرب والمسلمين والأحرار في العالم".
وأشار وزير الخارجية الفلسطبني إلى أن استعداد نظيره العراقي فؤاد حسين للقدوم إلى رام الله لعقد اجتماع اللجنة الفلسطينية العراقية المشتركة "هو أكبر دعم عراقي لنا، وسيكون لنا الشرف باستقبال الوزير ومَن معه في فلسطين".
وأعرب المالكي عن سعادته بعودته إلى بغداد، التي ينطلق منها في جولته السياسية والدبلوماسية، وفق ما قال.
بدوره، قال وزير الخارجية العراقي "نرحِّب بانطلاق الجهود الفلسطينية من العراق، وسنساعد الفلسطينيين". وأفاد باجتماع مرتقب للجنة العمل المشتركة العراقية الفلسطينية في فلسطين.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنه "آن الأوان لعمل كل النخب والقوى الوطنية لبناء العراق، والتأسيس لواقع جديد يكون فيه عاملَ قوة"، مضيفاً "أننا في العراق، شعباً وحكومة وفعاليات سياسية واجتماعية، ننظر إلى القضية الفلسطينية من منظار واحد".
وكان رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، أكد يوم أمس، خلال مؤتمر صحافيّ، دعمَ المقاومة الفلسطينية، وقال إنه "لا بدّ من أن يعود العراق قوياً لأداء دوره في المنطقة، والقيام بمُهماته، وفي مقدّمتها نُصرة فلسطين".
المالكي يسلّم الرئيس العراقي رسالة من نظيره الفلسطيني
وفي وقت لاحق اليوم الأحد، استقبل الرئيس العراقي برهم صالح المالكي، في قصر السلام في بغداد.
وسلّم المالكي الرئيس العراقي، في مستهل اللقاء، رسالةً خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبّر فيها عن شكره وتقديره للموقف العراقي، رسمياً وشعبياً، من الاعتداءات التي شهدتها القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام الماضية، مشيداً بموقف العراق الثابت بشأن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وجرى، خلال اللقاء، البحث في الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تعرَّض له الشعب الفلسطيني من تجاوزات واعتداءات غير إنسانية في القدس وقطاع غزة، إلى جانب البحث في العلاقات الأخوية والروابط المشتركة بين العراق وفلسطين، وضرورة العمل على تطويرها والارتقاء بها، على نحو يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.
وجدّد الرئيس العراقي موقف بلاده بشأن محورية القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، مؤكداً أهمية التضامن والتنسيق والعمل الفاعل، في المستويات كافة، "لإنهاء هذه المعاناة، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ومنع الاعتداءات التي يتعرض لها".
من جانبه، عبّر المالكي عن شكره للرئيس صالح وتقديره له، مشيداً بموقف العراق رسمياً وشعبياً، وبتمسكه بضرورة نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة، وإيقاف الاعتداءات التي يتعرَّض لها.
الكاظمي يؤكد للمالكي أن العراق لن يتخلّى عن القضية الفلسطينية
كذلك، استقبل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي المالكي والوفدَ المرافق له. وجرى، خلال اللقاء، البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتداعيات الهجمات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والتي تسبَّبت بسقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء بين شهيد وجريح، وإحداث دمار في البنى التحتية والمنشآت المدنية.
وأكد الكاظمي للمالكي أن "العراق لن يتخلّى عن القضية الفلسطينية، وموقفه مبدئي وثابت منها"، مشيراً إلى أن "فلسطين، التي تسكن الوجدان العراقيّ، تحظى بالدعم شعبياً وسياسياً ورسمياً، و لن ترى من العراق سوى الإسناد والدعم المباشِربن، عبر المواقف والاتصالات الإقليمية والدولية".
وأكد "أهمية تشجيع الحوار ووحدة الموقف الفلسطيني ودعم العراق لمثل هذا التوجه"، كما حمّل المالكي تحياته إلى الرئيس الفلسطيني، وسائر أعضاء القيادة الفلسطينية.
وكانت كتائب "حزب الله العراق"، قالت في وقت سابق، إن الشعب العراقي لن يترك أهله في فلسطين المحتلة لأن الساحة واحدة، مؤكدة موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني المقاوِم بكل ما تمتلك من إمكانات وقدرات. كما كررت تأكيدها أن "مجاهدي العراق يتوقون إلى يوم المنازلة الكبرى مع الكيان الصهيوني الغاصب".
وتأتي زيارة وزير الخارجية الفلسطيني للعراق بعد دخول وقف إطلاق النار حيزَ التنفيذ في فلسطين المحتلة فجر يوم الجمعة الماضي. وعمّت، في إثره، مَسيرات شعبية، وانطلقت احتفالات في مختلف أنحاء العالم، أكدت دعمها الشعب الفلسطيني، واحتفت بانتصار الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.