"معهد الأمن القومي" الإسرائيلي: ينبغي التباحث مع موسكو بشأن لبنان
"معهد أبحاث الأمن القومي" يصدر تقريراً بشأن تطورات العلاقة بين لبنان وروسيا، ويقترح بناءً على ذلك خطوات يجدر بـ"إسرائيل" اتخاذها لضمان مصالحها في هذا المجال.
أصدر "معهد أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي ورقة عملٍ حول الدور الروسي في لبنان، وفرص الاستفادة الإسرائيلية منه، في ضوء التعاون المتزايد في الفترة الأخيرة بين البلدين.
وذكر التقرير الذي أعدّه دانيال راكوف وأورنا مزراحي أن روسيا "مهتمة بتعميق نفوذها في لبنان"، كما لديها "القدرة على مساعدة لبنان في حل مشاكل محددة، كالاستثمار في الطاقة ومجال اللقاحات، لكن من الواضح أنها لا تملك القدرة على حل مشاكل لبنان العميقة".
وبحسب التقرير الإسرائيلي فإن لبنان يعتبر "مساحة لتعزيز مصالح روسيا"، خاصةً مع تواصل تواجدها في سوريا، فدمشق وبيروت من وجهة نظر روسية "أداتان متشابكتان من الناحية الأمنية والاقتصادية"، وبالتالي فإن عدم الاستقرار في إحداهما "يؤثر أيضاً على الأخرى".
وتابع التقرير: "تمتلك روسيا مجموعة متنوعة من الأدوات للتأثير على الوضع في لبنان، ويرجع ذلك جزئياً إلى تواجد القوات العسكرية الروسية في سوريا، والتي كانت تعمل على طول الحدود المشتركة مع سوريا ولبنان في السنوات الأخيرة، ولها صلة بالمصالح الأمنية للبنان نفسه".
وأشار التقرير إلى زيارة الرئيس سعد الحريري لروسيا، في منتصف نيسان/أبريل الجاري، بوصفها "محاولة يائسة من جانبه لكسب الدعم الدولي لجهوده الفاشلة حتى الآن بتشكيل حكومة"، مضيفاً أن اللبنانيين "يستغلون اتصالاتهم مع الروس كرافعة إضافية لانتزاع المساعدات التي وعدوا بها من الغرب، والتي كانت مشروطة حتى الآن بتشكيل الحكومة لدفع الإصلاحات قدماً".
أما بالنسبة لحزب الله فقد تحدث التقرير عن "علاقة معقدة من المنافسة والتعاون" بين الحزب وموسكو. فمن جهة، أصبحت روسيا في العقد الماضي "مدافعاً عن حزب الله" في مجلس الأمن الدولي "فتمنع القرارات التي تنتقده وتضفي عليها الشرعية في لقاءاتها معه من موقعها الرسمي". ومن جهة أخرى، فقد "ظهر احتكاك بين الروس وحزب الله في سوريا".
وأوضح معدو التقرير أن حزب الله يعلّق أهميةً على دعم روسيا، مما "يعطيه شرعية كلاعب سياسي في النظام اللبناني"، كما أن للحزب "مصلحة واضحة في تعزيز علاقات لبنان مع الجهات غير الغربية أو الموالية للغرب".
واعتبر التقرير أن موسكو لا تعدّ "لاعبةً أجنبية رائدة في لبنان حتى الآن، وذلك بخلاف فرنسا أو الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية"، لكن الأزمة الاقصتادية المتفاقمة "دفعت جميع الأطراف للاشتراك في تقييم الحاجة إلى المساعدة الخارجية من كل مصدر ممكن".
ولناحية التطلعات الروسية، لفت التقرير إلى أن موسكو مهتمة "في الحصول على موطئ قدم في لبنان"، وهذا المزيج من المصالح "يثير احتمال أن تلعب روسيا دوراً سياسياً واقتصادياً أكثر أهمية في لبنان في السنوات المقبلة".
كما أن لروسيا "القدرة أحياناً على حل المشكلات المهمة، طالما أنها تخدم مصالحها دون أن يكون من المطلوب دفع ثمن باهظ"، حسب التقرير.
وأوصى التقرير بأن "تُدرج إسرائيل في الحوار بينها وبين موسكو الملف اللبناني، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي يشكله حزب الله - الذي تربطه بروسيا علاقات رسمية - بلبنان واستقرار المنطقة".
واقترح أيضاً "دراسة تداعيات التمركز الروسي في قطاع الطاقة اللبناني على خطط نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، إلى جانب استمرار الحوار حول الموضوع مع شركائها في الغرب".