بلينكن يحذر أنقرة من شراء نظام دفاع جوي روسي
الخارجية الأميركية تعرب عن أملها في تحسّن العلاقات مع تركيا بالرغم من اعتراف الولايات المتحدة بالإبادة الأرمنية، وتجدد تحذيرها بفرض عقوبات إذا أصرت أنقرة على شراء نظام دفاع جوّي روسي.
حذّر وزير الخارجية الأميركيّ أنتوني بلينكن تركيا وجميع حلفاء الولايات المتحدة من شراء أسلحة روسية من الآن فصاعداً، بحسب تعبيره.
بلينكن وخلال حفلٍ في مركز الصحافة الأجنبية، قال إن من المهمّ أن تتجنّب تركيا وجميع حلفاء الولايات المتحدة شراء المزيد من الأسلحة الروسية ولا سيما أنظمة أس- 400، وإلا ستخضع لقانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات.
وتناول بلينكن ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو،في 24 آذار/ مارس الماضي الخلاف بين البلدين حول شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الجوي الروسي "إس-400".
وتعارض واشنطن التعاون العسكري بين موسكو وأنقرة، خاصةً صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الروسي، حيث بلغ الأمر بواشنطن حدّ فرض عقوبات على إدارة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها بعد نصب المنظومة في الأراضي التركية.
أما وزير الخارجية التركي فأبلغ نظيره الأميركي بأن شراء أنقرة منظومة "إس-400" صار يعد "صفقة منتهية".
من جهة ثانية أكد بلينكن أنّ اعتراف الرئيس جو بايدن بأن مذبحة الأرمن في العهد العثمانيّ تصل إلى حدّ الإبادة الجماعية لم يكن مفاجئاً.
تصريحات بلينكن، تأتي بعد اعتراف بايدن، السبت الماضي، بالإبادة بحق الأرمن، ليكون أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل "1,5 مليون أرمني على يد السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه إبادة".
في المقابل، ردّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الاعتراف، إذ اتهم "أطرافاً ثالثة" بالتدخل في شؤون بلاده، فيما قال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو إنّ تركيا "لا تتلقى دروساً من أحد حول تاريخها".
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن على الولايات المتحدة النظر إلى ماضيها، مندداً "بقوة" بتصريحات الرئيس الأميركي التي "تكرر فقط اتهامات أولئك الذين تقوم أجندتهم الوحيدة على العداء تجاه تركيا".
من جهته، رحّب رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان بالقرار التاريخي للرئيس الأميركي، معتبراً أنه "خطوة قوية جداً لصالح العدالة والحقيقة التاريخية"، معرباً عن رغبته في "علاقة ثنائية بناءة مع توسيع مجالات التعاون والإدارة الفعالة للخلافات".
كما رحبت وزارة الخارجية الأرمينية بقرار بايدن بمجازر الأرمن، معتبرةً أنه "استمرار للتقاليد الأميركية في الوقوف إلى جانب الحق والعدالة".
واعترفت تركيا التي نشأت عند تفكك الإمبراطورية العثمانية، عام 1920، بوقوع مجازر لكنها ترفض عبارة "الإبادة"، مشيرةً إلى أن منطقة الأناضول كانت تشهد حينذاك حرباً أهلية رافقتها مجاعة أودت بحياة بين 300 ألف إلى نصف مليون أرمني وعدد كبير من الأتراك.