"لن نُهزم"... الاحتلال يخشى فرحة النصر فيعيد اعتقال الأسرى!

الاحتلال الإسرائيليي يكثف من سياسة اعتقال الأسرى لحظة حريتهم، حيث ينتهج هذه السياسة بحق غالبية الأسرى المقدسيين، وهذا ما حصل مع مجد بربر، فهل يتحول هذا الأمر إلى سياسة ممنهجة تستهدف الأسرى؟

  • حرية الأسير الفلسطيني تزعج الاحتلال الإسرائيلي.. لماذا؟
    قصة مجد بربر كانت لساعات حديث الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي

لم تمض ساعات على إطلاق سراح الأسير مجد بربر من سجون الاحتلال بعد 20 عاماً من الأسر والظلم، حتى عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي لاعتقاله مجدداً، لكن الأنباء الوارة منذ قليل تقول إن الاحتلال سيعود ليفرج عنه غداة اعتقاله.

فقد اقتحمت شرطة الاحتلال منزل الأسير المقدسي واعتقلته بطريقة وحشية، وأفاد شهود عيان عن اقتحام منزل عائلة بربر ومحيطه تحت وابل القنابل الصوتية.

واعتدى عناصر القوة الإسرائيلية على المتواجدين بالدفع، وبعدها اعتقل مجد بربر مجدداً.

قصة هذا الأسير الفلسطيني كانت لساعات حديث الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بسبب المشاعر التي أظهرتها مقاطع فيديو في اللحظات الأولى لاستقباله من قبل زوجته فاطمة وابنته زينة، بعد 20 عاماً من الفراق.

اليوم بإعادة الاحتلال بربر إلى السجن، يعتبر الكثيرون أن الإسرائيلي انزعج من فرحة الشعب الفلسطيني لحظة خروج الأسير وما ترافقه من حفلات استقبال وتهنئة. وخصوصاً أن خروجه تزامن مع يوم الأرض الفلسطيني، هذا اليوم الذي يجدد فيه الشعب الفلسطيني صموده وثباته بوجه ظلم الاحتلال وقمعه.

في الآونة الأخيرة، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من سياسة اعتقال الأسرى لحظة حريتهم، لا سيما في القدس المحتلة، حيث ينتهج هذه السياسة بحق غالبية الأسرى المقدسيين، عدا عن أن هذه السياسة تنفذ بحق العشرات من المعتقلين الإداريين قبل موعد الإفراج عنهم بأيام. فهل يتحول هذا الأمر إلى سياسة ممنهجة تستهدف الأسرى؟

الفرح الفلسطيني يزعج الاحتلال الإسرائيلي

وفي هذا الصدد، قال المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة إن "الكيان الإسرائيلي يعتقد أنّ أهم أدواته في إخماد الحالة النضالية للشعب الفلسطيني هي السجون وإصدار الأحكام العالية والمجحفة بحق الأسرى الفلسطينيين، في محاولة منه لردعهم عن معاودة أي فعل مقاوم للإحتلال، مهما بدا هذا الفعل بسيطاً، في ظل اختلال ميزان القوى بين الفلسطيني ومحتله".

وعلى الرغم من كل الأوجاع والآلام التي يمر بها الأسير الفلسطيني داخل سجون الاحتلال، أشار أبو عزة إلى أنها لم تستطع الإنقاص من عزيمته وإرادته التحررية".

وهذا ما اختصره الأسير الفلسطيني مجد بربر، أثناء اعتقاله بعد يوم واحد من الإفراج عنه، حينما صرخ بكل الحاضرين "مهما فعل الاحتلال.. لن نُهزَم".

وبحسب المحامي الفلسطيني، فإن "الفعل الاحتلالي في إعادة اعتقال مجد بربر، هو فعل يمارسه بأقصى درجات التجبّر في مواجهة مئات الفلسطينيين، تحت عنوان إلحاق الهزيمة النفسية بالأسير وعائلته ومحيطه، تحت ضغط التعرّض للأسر والاعتقال مقابل أي تحرّك ولو بدا صغيراً كاحتفالية أهل البلد أو الحي بالإفراج عن أسيرهم".

كذلك، أردف قائلاً إن الاحتلال يعمد إلى التنغيص على الأسرى وذويهم وفرحهم بالإفراج عن أسيرهم، معتبراً أن "الكيان المحتل ينظر إلى الفرح العارم في المدن والبلدات الفلسطينية حين الإفراج عن الأسير، كحالة نضالية يُعبّر بها الفلسطيني عن اعتزازه بالمناضلين والمقاومين الذين تعرّضوا للاعتقال، وكأن هذا الفرح هو إعادة تأكيد الفلسطينيين على ثوابتهم، وإنتمائهم لفلسطين، ولكل من يقدّم شيئاً لفلسطين".

  • لحظة الإفراج عن الأسير مجد بربر
    لحظة الإفراج عن الأسير مجد بربر

المقاومة تملك أوراق ضغط على الاحتلال

وفي الفترة المنصرمة، تكررت المضايقات التي تعرّض لها ذوو الأسرى، كما حدث مع مجد بربر، ووفقاً لأبو عزة، فإن هذه سياسة ممنهجة تستهدف الأسرى الفلسطينيين، ويظهر التركيز على أسرى القدس المحتلة ومحيطها، وبعض الحالات في الضفة الغربية.

أما في غزة، "فطريقة الاستهداف عبر تأخير الإفراج عن الأسير حتى يقوم أهله بإزالة كافة أدوات ومعدات الفرح باستقبال الأسير".

المطلوب اليوم، بحسب أبو عزة، أن تأخذ فصائل المقاومة الفلسطينية موقفاً صارماً في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال قضية الأسرى داخل السجون في معادلة الردع بين الاحتلال والمقاومة في غزة. 

فالمقاومة "تمتلك أوراق ضغط على الاحتلال، وخاصةً أنّ في جعبتها في غزة جنوداً إسرائيليين يجب على الاحتلال أن يدفع ثمن مبادلته سواءً بصفقة جديدة لتحرير الأسرى"، أضاف أبو عزة.

وعقّب، "كما المطلوب تماماً من السلطة الفلسطينية وخاصةً بعد قبول المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق بجرائم الإحتلال في الضفة وغزة والقدس بتدويل قضية الأسرى وإخضاعها لاتفاقيات جنيف، والضغط الدولي لفرض الرقابة على السجون الإسرائيلية".

وفي معرض ردّه على السؤال عن تواطؤ المجتمع الدولي، ختم قائلاً "صحيح إنّ المجتمع الدولي لا يُعير اهتماماً للأسرى الفلسطينيين، وخاصةً في تعاطي الاحتلال مع هذه القضية على أساس صبغ الأسرى بصفة الإرهاب"، لكن هنا يجب أن يظهر دور الدبلوماسية الفلسطينية في فرض روايتها بشأن مظلومية الأسرى الفلسطينيين.

 

 

  

 

اخترنا لك