فروانة: سجن النقب معرّض للخطر بسبب قربه من "مفاعل ديمونا"
سجن النقب أغلق عام 1995، ثم أعيد افتتاحه مع اندلاع أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000، ويقع المعتقل على بعد حوالي 180 كم جنوب مدينة القدس، داخل معسكر للجيش الإسرائيلي.
يصادف اليوم الذكرى المشؤومة لافتتاح قوات الاحتلال الإسرائيلية لسجن النقب الصحراوي في 17 أذار/ مارس عام 1988.
وقد تم فتح السجن في ظرف استثنائي وطارئ بهدف استيعاب آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بهدف قمع "انتفاضة الحجارة" التي اندلعت في 8 كانون أول/ ديسمبر 1987، والتي لم يكن بالإمكان استيعابهم في السجون والمعتقلات التي كانت قائمة آنذاك، وقد كان السجن يخضع آنذاك لإدارة الجيش العسكرية، وليس لإدارة السجون كما هو حال باقي سجون الاحتلال الإسرائيلية.
مدير الدراسات في هيئة الأسرى عبد الناصر فروانة يوضح للميادين نت، أن سجن النقب أغلق عام 1995، ثم أعيد افتتاحه مع اندلاع أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000، ويقع المعتقل على بعد حوالي 180 كم جنوب مدينة القدس، داخل معسكر للجيش الإسرائيلي في منطقة عسكرية خطرة متاخمة للحدود المصرية وتجرى بداخلها تدريبات عسكرية بالأسلحة الحية.
ويروي فروانة: "أنا شخصياً كنت أحد نزلائه الأوائل وبعد أيام قليلة من افتتاحه ومكثت فيه آنذاك قرابة العام رهن الإعتقال الإداري قبل أن أعود إليه ثانية بعد سنوات". ويتذكر قسوة الظروف الطبيعية والمناخية صيفاً وشتاءً في ظل تردي جودة الخيام والنقص الحاد بالأغطية والملابس الشتوية وانعدام أدوات التدفئة أو التهوية.
ويقول "أخطر ما في موقع سجن النقب أنه يقع بالقرب من "مفاعل ديمونا" وفي منطقة تُستخدم لدفن النفايات النووية لمفاعل ديمونا ومادة الاسبست التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مسرطنة، وهذا ما حذرت منه وزارة البيئة الإسرائيلية في تقرير لها في كانون الثاني/يناير عام 2010، وأكدت في تقريرها بوجود نفايات سامة وخطرة في منطقة النقب قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان".
ويلفت فروانة إلى أنه من الناحية القانونية، فموقع سجن النقب الجغرافي يتنافى والمادة 83 من الفصل الثاني في اتفاقية جنيف (لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب)، وظروفه المعيشية والحياتية تتناقض وكافة الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة والصلة بالمعتقلين.
وحول بعد المسافة بين أهالي الأسرى ومعتقل النقب يؤكد فروانة أن سلطات الاحتلال أرادت الانتقام من المعتقلين وعزلهم في أبعد المناطق الجغرافية، وأقساها على الإطلاق من حيث الأجواء المناخية صيفاً وشتاءً، وما قد يسببه ذلك من أمراض عديدة للمعتقلين، وأيضاً الانتقام من ذوي المعتقلين وإجبارهم على السفر لساعات طويلة في ظروف قاسية أثناء الزيارات، ولربما يصابون ببعض الأمراض المنتشرة هناك جراء استنشاقهم الهواء في تلك البيئة الملوثة.
يذكر فروانة أنه بعد حملة نشطة من قبل بعض المؤسسات القانونية والحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية وحتى الإسرائيلية منها تطالب بإغلاق سجن النقب، أقدمت قوات الاحتلال على توسيعه - بدلاً من إغلاقه - فأنشأت أقساماً جديدة، وأسموه المعتقلون بـ"الأقفاص" وهي عبارة عن أقسام من الخيام يحيطها الجدران من كل الاتجاهات وسقفها من الأسلاك ذو الفتحات الصغير.
ويشرح قائلاً "اسم "كيتسعوت" هو اسم عبري لمعتقل إسرائيلي هو الأكبر والأوسع والأكثر استيعاباً للمعتقلين الفلسطينيين، أو " أنصار 3 " كما يحلو للفلسطينيين تسميته، أو "النقب" كما أصبح متعارفاً عليه لكونه يقع في صحراء النقب."
يشار إلى أن سجن النقب الذي يعتبر السجن الأكبر بين 22 معتقلاً تسجن فيه قوات الاحتلال كل الأسرى الفلسطنيين الذين يتجاوز عددهم حوالي 4500 أسير منهم حوالي 1500 يقبع في سجن النقب.