"حماس": مستعدون لأوسع طيف فلسطيني لتشكيل قائمة وطنية موحدة
عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية يقول إن الحركة مستعدة لتشكيل قائمة وطنية موحدة من أوسع طيف فلسطيني، ويؤكد أن المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة وحدة بعد الانتخابات تضم الجميع.
أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية أن "الحركة تسير بخطى ثابتة وواثقة لخوض الانتخابات بمراحلها الثلاث، وتقبل بما تفرزه صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة".
وقال الحية في حوار مع صحيفة "القدس" المحلية، اليوم الخميس: "مستعدون لتشكيل قائمة وطنية موحدة من أوسع طيف فلسطيني، وهو الخيار المفضل"، مؤكداً جاهزية الحركة لكل الخيارات.
وشدد على أن "المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة وحدة بعد الانتخابات تضم الجميع، وتقوم بمهامها في الضفة، بما فيها القدس، وكذلك غزة، فيما تقوم منظمة التحرير بإدارة الشأن السياسي والمقاومة".
وأضاف أن حوار القاهرة بعد أواسط آذار/ مارس الجاري "سيبحث الاتفاق على قانون انتخابات المجلس الوطني وعدد أعضائه والإشراف على انتخاباته، ومحكمة الانتخابات، والدول التي ستُجرى فيها والتي يتعذر إجراؤها فيها".
الحية: نحن مطمئنون لتصويت شعبنا للخيار الوطني
وقال الحية إن "حماس منفتحة على كل الخيارات وجاهزة ومستعدة لها، ومستعدون لأوسع طيف فلسطيني لتشكيل قائمة وطنية موحدة، وهذا الخيار المفضل لنا، لأنه الخيار الأسهل والأيسر والأصوب في هذه الحالة، نذهب من حالة خصومة وانقسام إلى حالة توافق في كل المراحل، وبالتالي فكرة التوافق الوطني بعد الانقسام تجربة قامت بها بعض الشعوب والكيانات، ونراها الأفضل".
وأضاف: "نحن جاهزون لكل الخيارات، وعندنا سيناريوهات معدة لكل الخيارات، والمرشحون لدى الحركة لكل الخيارات جاهزون، نحن جاهزون لهذه المحطات المتعددة، ونحن مطمئنون لنتائج الانتخابات ولتصويت شعبنا للخيار الوطني الذي يحمل القضية الفلسطينية بكل اقتدار".
وقال الحية "نريد إجراء الانتخابات لتعزيز صفنا الداخلي وترميم مؤسساتنا الوطنية وإعادة بناء نظامنا السياسي الفلسطيني من خلال الديمقراطية والانتخابات لمواجهة التحديات المتركبة والمتعاقبة والمتجددة، وبالتالي عندما نذهب للانتخابات التشريعية كمرحلة أولى من انتخابات المجلس الوطني ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني، بالتأكيد سينتج هناك واقع جديد من الشراكة والقوة الوطنية الداخلية نواجه بها العالم، ونواجه بها التحديات وبالتالي الانتخابات بلا شك محطة من محطات المواجهة وإن شاء الله نصل إلى نهايتها".
الحية: استراتيجيتنا إنهاء الانقسام
وبشأن المخاوف من أن تعيد الانتخابات إعادة الانقسام، أكد الحية أن "التخوف من أن الانتخابات ستعيد الانتخابات تخوف في غير محله لأنه عندما يكون لنا مجلس تشريعي منتخب على القائمة النسبية فيها الكل الوطني ثم نذهب لحكومة وحدة وطنية، لكنها تمثل الكل الوطني وبرنامج الحد الأدنى المتوافق عليه وطنياً، إذا ذهبنا لذلك وهذه استراتيجيتنا ستكون محطة لتعزيز الوفاق وإنهاء جذور الانقسام وآثاره".
ونبه الحية إلى أنه "عندما عرضنا التزامن كان موقفنا واضحاً، أولاً نبدأ بالمجلس الوطني فإن تعذر نذهب للتزامن بين الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في آن واحد، وكنا نعرض حالة التوافق لنذهب لحالة توافق لجميع هذه المراحل ونتوافق على قائمة وطنية موحدة في المجلس التشريعي، ونتوافق على منصب الرئيس ونتوافق على المجلس الوطني، وفي حينه قلنا إن لم يكن ذلك وعرضنا على الإخوة في "فتح" إن لم يكن ذلك مقبولاً فلنذهب للانتخابات على قاعدة التوافق الذي حدث في عام 2019، لكن الإخوة في فتح رفضوا ذلك".
وأكد الحية أن لقاءات حركة فتح وحماس متواصلة من أجل تذليل العقبات كافة، مضيفًا كل يوم تُجرى لقاءات لنفكك كل القضايا ونطبق ما تم الاتفاق عليه.
الانتخابات في القدس
وأكد الحية أن "الانتخابات في القدس موقف وطني، وهو موقف حركة حماس، وخط أحمر لا يمكن أن نتجاوزه، وإذا تجرأ الاحتلال ودخل على هذه القضية، مطلوب منا كفلسطينيين أن نجعل من الانتخابات في القدس معركة حقيقية سياسية انتخابية ضد الاحتلال، ويجب أن نتوافق على الصورة المثلى لإجراء الانتخابات في القدس، ولا نتراجع عن ذلك بأي شكل من الأشكال، لكن يجب علينا كفلسطينيين أن نجعل هذه القضية قضية وطنية بامتياز، ونقف أمام الاحتلال وتدخله ونُشهد العالم عليه، هذه القضية لا تنازل عنها، وهي معركة وطنية".
ودعا الحية الكل الوطني للالتزام بنتائج الانتخابات، مردفاً: "نحن في حماس ملتزمون بالعملية الديمقراطية وملتزمون بنتائجها، والكل يجب أن يسلم للكل".
وحول تعامل الأوروبيين والأميركيين مع النتائج، قال الحية "نحن ندير عملنا الوطني الفلسطيني بحاجتنا ومصلحتنا الوطنية وأين تكمن هذه المصلحة، وبلا شك نراعي المزاجين الدولي والإقليمي، وهذا لا يعني الالتزام بما يريد هؤلاء، يجب الالتزام بما نريده نحن، وأعتقد أن الأوروبيين والأمريكيين توقفوا عند التجربة الماضية، وهناك إشارات تقول إنه لا مشكلة لديهم بأن تكون حماس ضمن حكومة وطنية".
وبشأن اعتقالات الاحتلال لكوادر ونشطاء الحركة، قال "من يريد حمل لواء المقاومة عليه الاستعداد وتحمل التضحيات ونحن مستعدون، نحن شعب حر يريد ممارسة حقه في الانتخابات، ونحن مستعدون لخلط الأوراق في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة إذا أصر الاحتلال على التدخل في انتخاباتنا".
الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني
وأكد الحية "خيار حماس التوافق الوطني على كل المراحل بروح المسؤولية، نحن جاهزون للتوافق، سواء التشريعي أو الرئاسة أو المجلس الوطني، عندما تنتهي الانتخابات التشريعية جاهزون للتوافق على شخصية وطنية حقيقية من أي طرف تحمل هم الوطن وتواصل مواجهة التحديات القائمة، المهم تتوافق جميع الفصائل على شخصية وطنية ويكون مرشحنا جميعًا، نحن جاهزون لذلك، إذا لم ننجح مع الكل الوطني فسنتوافق مع الحد المقبول، والمطلوب منا نحن وغيرنا تقديم شخصية وطنية لتنافس على انتخابات الرئاسة وليس لدينا تحفظ على أحد".
ولفت إلى أن "حركة حماس تريد إعادة بناء المنظمة بيتنا الفلسطيني المعنوي لتمثل الجميع في الداخل والخارج ولا يبقى أحد خارج المنظمة، لنقول أمام العالم: لنا بيت واحد يمثلنا جميعاً، وتحت قبة هذا البيت نختلف ونتفق وندير شؤونا الداخلية".
وأضاف: "لكن الاستحواذ والتفرد والإقصاء سياسات ضارة بالحالة الوطنية وبمن يمارسها، لذلك هناك مرسوم رئاسي صدر بالمراحل الثلاث، وتعهد أمام الدول بإجراء الانتخابات الثلاث، وذلك مصلحة للجميع، وليس من الصعب التوافق على انتخابات المجلس الوطني وتشكيله ضمن البرنامج الذي وضعناه في القاهرة الشهر الماضي".
حوار القاهرة المرتقب
وحول أجندة حوار القاهرة المرتقب في أواسط آذار/مارس الجاري، أكد الحية "إننا ذاهبون لنهاية الشوط واستكمال انتخابات المجلس الوطني، وهذا يتطلب عدة قضايا، بينها التوافق على أرضية وطنية سياسية نتكئ عليها للوصول إليها، وقد اتفقنا عليها الشهر الماضي، ثم الاتفاق على قانون انتخابات المجلس الوطني، فحتى الآن لا يوجد قانون متوافق عليه، والأصل استكمال قانون المجلس الوطني وننهي كل القضايا المطلوبة".
وأضاف: "وبعد ذلك نضع آليات لانتخابات المجلس الوطني، ونتوافق على تشكيل لجنة عليا للإشراف على انتخابات المجلس الوطني، وتشكيل محكمة انتخابات للمجلس الوطني، وتشكيل لجنة وطنية لتلتقي بالدول التي ستُجرى فيها الانتخابات".
وحول برنامج حركة حماس الانتخابي، قال الحية إن "برامجنا موجودة، ونسير بخطى واثقة وثابتة، سواء في لجنة الانتخابات، وهي مُشكلة مركزياً، أو في لجنة الحوار الوطني وهي مشكلة مركزياً، أو في لجنة منظمة التحرير الفلسطينية، أو في اللجنة القانونية المختصة التي تتابع كل الأعمال القانونية الخاصة بالانتخابات في المجلس التشريعي والرئاسة والوطني".