إيران: دعوتنا إلى الالتزام بالاتفاق النووي أمر مثير للسخرية
مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف يصف دعوة بلاده إلى الالتزام بالاتفاق النووي بالمثيرة للسخرية، فيما يؤكد سفيرها لدى المنظمة في نيويورك بأن إجراءاتها الأخيرة لا تعد تصعيداً.
قال مندوب إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف إسماعيل بقائي هامانه، أمس الثلاثاء، إن دعوة إيران كأحد الأطراف الملتزمة بالاتفاق النووي إلى العودة الكاملة لتعهداتها قبل مبادرة الطرف الذي انتهك الاتفاق، "أمرٌ مثير للسخرية ويكشف عن الغطرسة".
هامانه قال خلال اجتماع مؤتمر نزع الأسلحة التابع للمنظمة، إنه وقبل دعوة إيران إلى التخلي عن خفض تعهداتها فعلى الجانب الذي انتهك الاتفاق أن يعود إلى التزاماته،
ولفت إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وتأكيده أن هناك سبيل واحد للمضي قدماً، هو أن تبادر واشنطن باتخاذ إجراءات تصحيحية وأن تلتزم بتعهداتها بشكل فاعل.
كما شدد على أن بلاده ليست الطرف الذي انسحب من الاتفاق ودفع الآخرين إلى انتهاكه وانتهاك القرار 2231، بل "إنها أميركا التي تواصل انتهاك خطة العمل المشتركة الشاملة ونهج ترامب المجرم"، بحسب قوله.
بدوره، أكد سفير إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك مجيد تخت روانجي، بأنه لا حاجة للتفاوض لعودة أميركا إلى التزاماتها في إطار الاتفاق النووي.
تخت روانجي وفي تصريح صحفي قال: "إن إجراءات الحظر يجب أن ترفع لغاية 3 أشهر مقبلة، وفي هذه الحالة فإن إيران ستعمل وفقاً لالتزاماتها".
وأضاف قائلاً: "إن الإجراءات التي اتخذتها إيران بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي لا تعتبر تصعيداً".
من جهته، أكد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي أن بلاده "لا تحدد مواقفها الدولية على أساس مرضاة هذا أو ذاك، بل تعتمد مبدأ المصالح الوطنية والعزة والحكمة والمصلحة" في هذا الشأن.
واعظي كتب في مدونة له على موقع "إينستغرام"، أمس الثلاثاء، أن موضوع الاتفاق النووي وطبيعة تعامل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان في مقدمة أسئلة الصحفيين على هامش اجتماع مجلس الوزراء.
وأضاف قائلاً: "لقد أكّدت في هذا الجانب، أن الحكومة الإيرانية أوقفت منذ 23 شباط/ فبراير الحالي تنفيذ البروتوكول الإضافي، امتثالاً لتعليمات قائد الثورة، وتنفيذاً لقرار مجلس الشورى، ورداً على عدم وفاء الطرف الآخر بالتزاماته في إطار الاتفاق النووي".
يأتي ذلك، بعدما شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس على تمسك بلاده بالاتفاق النووي، مشيراً إلى أن استمراره يتوقف على إلغاء واشنطن "الإرهاب الاقتصادي" ضد الشعب الإيراني.
وخلال اجتماع للحكومة اليوم الأربعاء، أكد روحاني أن وحدة الصف الإيراني هي عامل قوةٍ، واصفاً علاقة بلاده بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمهمّة والقائمة على التعاون.
واعتبر أن تخريب العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "يخدم الأعداء"، مشيراً إلى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا مدينةٌ لإيران بالكثير.
يأتي ذلك بعد إعلان الحكومة الإيرانية الثلاثاء وقف العمل بالبروتوكول الاضافيّ من الاتّفاق النوويّ، وقالت إنها تعتبر نفسها ملزمة بتنفيذ قانون الاجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات، مؤكدة أنها "لن تسمح لوكالة الطاقة الذرية بإجراء زياراتٍ خارج معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية".
في المقابل، حذّرت الولايات المتّحدة، أمس، إيران من أنّ صبرها بات على وشك النفاد بسبب عدم ردّها حتّى الآن على اقتراح أوروبي لعقد مباحثات أميركية إيرانية مباشرة بهدف إعادة الاتفاق النووي.
وردّاً على سؤال بشأن مدة العرض الأميركي للحوار مع إيران، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إنّ "صبرنا له حدود!"، وأضاف أنّ العودة إلى "فرض قيود على برنامج إيران النووي يمكن التحقّق منها وتمثّل تحدّياً ملحّاً".
وقبل أيام، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن على إيران "الوفاء باتفاقات ضمانات السلامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالتزامتها الدولية".
ولفت بلينكن إلى أن واشنطن تسعى للتعامل مع "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتطويرها للصواريخ البالستية".
وكانت إدارة بايدن أعلنت قبل ستّة أيام قبولها دعوة وجّهها الاتحاد الأوروبي إلى كلّ من واشنطن وطهران لعقد اجتماع غير رسمي للأطراف التي أبرمت الاتفاق النووي الإيراني في 2015 وذلك بهدف إعادة إحياء هذا الاتفاق، لكن السلطات الإيرانية لم تردّ بعد على الدعوة الأوروبية.