الصين لأميركا: لا توجهوا أصابع الاتهام إلينا بشأن جائحة كورونا

بعد تعبير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، عن "مخاوف عميقة" حيال النتائج الأوليّة لتحقيق منظمة الصحة العالميّة حول كوفيد-19 في الصين، الأخيرة ترد: "لا توجهوا أصابع الاتهام إلينا وإلى الدول التي دعمت المنظمة خلال الجائحة".

  • مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال حديثه عن الصين وكورونا في البيت الأبيض - 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)
    مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال حديثه عن الصين وكورونا في البيت الأبيض - 4 فبراير 2021 (أ.ف.ب)

قالت السفارة الصينيّة في الولايات المتحدة، أمس السبت، إنّ الأخيرة "أضرّت بالتعاون متعدد الأطراف ومنظمة الصحة العالميّة في السنوات الأخيرة، وينبغي ألا توجه أصابع الاتهام إلى الصين والدول الأخرى التي دعمت المنظمة خلال جائحة كوفيد-19".

متحدث باسم السفارة الصينيّة، أشار رداً على بيان صادر عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إلى أن "الصين ترحب بقرار واشنطن إعادة التعامل مع منظمة الصحة العالميّة، لكنها يجب أن تلتزم بأعلى المعايير بدلاً من استهداف الدول الأخرى"، بحسب وكالة "رويترز".  

وكانت واشنطن أعلنت أمس السبت، أن لديها "مخاوف تتعلق بالمنهجيّة" التي اعتمدت عليها منظمة الصحة العالميّة في التوصل لنتائج تتعلق بفيروس كورونا منذ ظهوره في الصين.

وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في بيان له: "لدينا مخاوف عميقة حيال الطريقة التي جرى بها الإعلان عن النتائج الأوليّة للتحقيق حول كوفيد-19، وتساؤلات حول العمليّة التي نُفذت للتوصل لتلك النتائج".

بيان سوليفان رأى أنه "يتحتم أن يتمتع التقرير بالاستقلاليّة، وأن تكون النتائج التي يتوصل إليها الخبراء بعيدة عن التدخل أو التحريف من جانب الحكومة الصينيّة".

وأضاف البيان: "لفهم هذا الوباء بشكل أفضل والاستعداد للوباء المقبل، على الصين إتاحة بياناتها حول الأيام الأولى للوباء". 

رئيس مجموعة خبراء منظمة الصحة العالميّة، بيتر بين ايمباريك، كان أعلن مؤخراً، أن خبراء المنظمة قاموا بفحص أربع فرضيّات محتملة لكيفية انتقال فيروس "سارس-كوف-2 " إلى البشر.

فيما تحاول الولايات المتحدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالميّة، ممارسة ضغوط على الصين بهدف توفير مزيد من المعطيات عن مصدر كورونا، عقب انتهاء عمل بعثة منظمة الصحة العالميّة إلى ووهان بدون التوصل إلى نتائج حاسمة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسيّة، قال بيتر بين ايمباريك الذي ترأس البعثة في مدينة ووهان حيث اكتشف الوباء في كانون الأول/ديسمبر 2019: "نريد المزيد من البيانات. طلبنا المزيد من البيانات".

ايمباريك أوضح أنّه "يوجد إحباط، لكن توجد أيضاً انتظارات واقعيّة حول ما يمكن إنجازه في فترة محددة"، معبراً عن أمله في "توفير المعطيات التي طلبوها، ما سيسمح بالمضي أبعد".  

واستبعد خبراء منظمة الصحة العالميّة الذين أرسلوا إلى الصين، احتمال أن يكون الفيروس قد تسرّب من معهد "ووهان" لعلم الفيروسات، عكس ما ادعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. 

واعتبروا في مؤتمر صحافي الإثنين الماضي في مقاطعة هوبي، مع انتهاء مهمتهم، أن ذلك افتراض "بعيد الاحتمال للغاية".

لكن المدير العام لمنظمة الصحة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال الجمعة إن "كل الفرضيّات لا تزال مطروحة لتفسير أصل الجائحة".  

خبراء المنظمة، يعتقدون أن كوفيد-19 نشأ في الخفافيش وربما انتقل إلى البشر عن طريق حيوان ثدي آخر. ومع ذلك، لا يعرفون أين ومتى بدأ الوباء، رغم عدم الإبلاغ عن تفشٍ كبير في ووهان أو في أيّ مكان آخر قبل كانون الأول/ديسمبر 2019.

يذكر أنّ واشنطن انسحبت في عهد ترامب من المنظمة الأمميّة، وقد اتهمها الرئيس الأميركي السابق بأنها مهادنة للصين. لكن خلفه الديمقراطي جو بايدن أعلن عودة بلاده إلى منظمة الصحة العالمية بمجرد تسلّمه المنصب. 

وأودى الوباء بحياة أكثر من 2.39 مليون شخص حول العالم، كما أصاب 108 مليون شخص، بينما تعيش العديد من الدول حالياً إغلاقاً كاملاً أو جزئياً للحد من تفشيه، فيما انطلقت منذ شهرين حملة التطعيم باللقاح، وأعطي حتى اليوم 14 شباط/فبراير 2021، بحسب تعداد وكالة "بلومبرغ"، 172 مليون جرعة منه في 77 دولة. 

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.

اخترنا لك