الهندي للميادين: الانتخابات أوسع من أن تكون شأناً فلسطينياً خالصاً.. والحوار مفتوح
خلال لقائه مع الميادين، يقول عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إن فلسطين والصراع عليها هو مدخل لكل من يريد أن يكون فاعلاً في المنطقة، ويلفت إلى أن إطلاق صفقة القرن كان نافذة للتقارب الفلسطيني وتجاوز الخلافات.
قال محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خلال لقائه مع الميادين، إن "الانتخابات أوسع من أن تكون شأناً فلسطينياً خالصاً، وهناك رؤية مختلفة لأطراف متعددة لأن فلسطين والصراع عليها هو مدخل لكل من يريد أن يكون فاعلاً في المنطقة".
ورأى الهندي أن روسيا دولة كبيرة ومؤثرة تبحث عن دورها وتريد أن تكون حاضرة في كل الملفات، معتبراً أن القضية الفلسطينية باب مؤثر للتواجد في الإقليم والشرق الأوسط.
كما لفت إلى أنه "نحن نتقاطع في جوانب مهمة مع روسيا، فلا نريد أن يكون ملف الصراع كما كان في السابق عند الإدارة الأميركية مع احترام تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه".
وأشار إلى أنه "أجرينا عدة لقاءات في موسكو بدعوة من وزارة الخارجية الروسية تمركزت حول القضية الفلسطينية وخاصة حول الانتخابات"، موضحاً "شرحنا لمن التقينا من المسؤولين الروس التعقيدات القائمة فيما يخص القضية الفلسطينية ووجهة نظرنا من الانتخابات وحوار القاهرة".
وفيما يخص الحوار في القاهرة، قال الهندي إن "أجندة الحوار مفتوحة والانتخابات يجب أن تكون لاختيار مجلس وطني فلسطيني، فأكثر من نصف الشعب خارج فلسطين".
وأكد أنه "لا بد أن يكون لنا مرجعية وطنية ممثلة بمنظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني يكون سيد نفسه، ويعيد الاعتبار لبرنامج المنظمة وميثاقها ويوحد الشعب"، مضيفاً أن "هذه المرجعية نعود إليها عندما نختلف، وتمثل الجميع في كل أماكن تواجدهم، وتكون مرجعية لكل المؤسسات الفلسطينية بما فيها السلطة".
واعتبر الهندي في هذا السياق، أن "السلطة عليها أن تكون جسماً أو مؤسسة لتقديم الخدمات لسكان الضفة وغزة لا مرجعية سياسية". وأبدى تخوفه من أن تكون هذه الانتخابات محسوبة "لإجهاض ما تبقى من التماسك الداخلي الفلسطيني".
واعتبر الهندي أن حركة الجهاد الإسلامي تعاملت بمسؤولية ومرونة كبيرة في الوضع في الداخل الفلسطيني واستعادة الوحدة ومسألة الانتخابات، مضيفاً أن "إطلاق صفقة القرن كان نافذة للتقارب الفلسطيني وتجاوز الخلافات، وبعدها عقد لقاء الأمناء العامين حيث تجاوزنا مرحلة كبيرة من الخلافات السابقة".
كذلك، أضاف "اتفقنا على إجراء انتخابات شاملة ومتزامنة، على أن تجري انتخابات للمجلس الوطني ليعاد بناء منظمة التحرير وتصبح مرجعية لكل المؤسسات بما فيها السلطة".
وتابع، "نؤمن بالوحدة الفلسطينية وكانت هناك فرصة لبناء مرجعية وطنية فلسطينية ووجود برنامج سياسي مشترك وسيلة للخروج من الوضع الحالي"، مشيراً إلى أنه "لا نريد للمفاوض الفلسطيني أن يأتي لمربع المقاومة كما لا نريد التفريط بالمقاومة من أجل إرضاء مفاوضات عبثية أثبتت أنها مظلة لكل الشرور".
إلى ذلك، أوضح أنه "إذا رأت "إسرائيل" أن الانتخابات في صالحها كالعودة للمفاوضات، فستسهل بعض القضايا وإن أرادت إبقاء الانقسام كما هو فستعقد بعض الأمور".
كذلك، قال إن القضية الفلسطينية ليست أولوية عند أميركا، وهناك أولويات داخلية وخارجية أخرى أكثر سخونة من الوضع في فلسطين المجمد حالياً، معتبراً أن "إسرائيل تحكمها مصالحها فقط، والاعتماد على أن بايدن سيأتي بجديد هو وهم، فهو قد يعيد بعض المساعدات والأمور الشكلية".
وأردف الهندي، "ما إن تم الإعلان عن فوز بايدن حتى عادت السلطة للتنسيق الأمني مع العدو، وأعادت السفراء لعواصم التطبيع العربية".
في غضون ذلك، رأى "الهندي أن مشروع السلطة الفلسطينية انتهى والمبادرة العربية انتهت بالتطبيع، وهناك تغيرات سياسية عميقة في الإقليم والعالم كله لا يمكن تجاهلها"، وقال "هناك قبول وتطبيع وشراكة عربية مع الكيان الصهيوني ومن دون حدود عام 1967. ونحن نعيش على الأرض التي تسرق كل يوم".