إعلام أميركي: الديمقراطيون ربحوا.. لكن "الترامبية" لا تزال هنا
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تشرح في مقالها أن الجمهوريين بعد مكاسبهم العام الماضي متفائلون بقدرتهم على العودة إلى مجلس النواب في عام 2022، وتشير إلى أن "الحرب الاهلية" داخل الحزب الجمهوري انتهت قبل أن تبدأ.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن العديد من مؤيدي دونالد ترامب المهزوم يعتبرون أن مجلس النواب ومجلس الشيوخ بقيادة الديمقراطيين يشكلان تهديداً لأسلوب حياتهم".
وأشارت إلى أنه "يجب ألا يتوهم أحد أن تحاول معارضة مستوحاة من ترامب إيجاد طرق للعمل مع إدارة بايدن في سلام ووئام. لذا حان الوقت للتوقف عن الرقص لفوز بايدن".
وبحسب الصحيفة، "فيما يسير فريق بايدن من خلال تعييناته ومقترحاته حتى الآن في الاتجاه الصحيح يجب منحهم يد العون"، موضحةً "طالما اكتشف الرئيس (الأسبق) باراك أوباما الطريق الصعب فإن الإدارة التي تواجه قوى متمردة في الكونغرس لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها. لعب دور المتفرج يعادل مساعدة الجمهوريين على القتل".
يجب أن تكون المصلحة الأساسية وفقاً لـ"واشنطن بوست"، حماية وتوسيع ما تم تحقيقه في انتخابات الخريف الماضي، معتبرةً أن "هامش الديمقراطيين في مجلس النواب صغير اليوم، والهامش في مجلس الشيوخ أقل حجماً".
كما قالت الصحيفة إن جايمي هاريسون رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي المقبل يعرف ما هو على المحك. ونقلت عنه قوله "ليست لدي أي نيّة لترك النصر يتحول إلى تهاون لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نستثمر في كل مكان".
ورأت أن الجمهوريين بالنظر إلى مكاسبهم العام الماضي متفائلون بقدرتهم على العودة إلى مجلس النواب في عام 2022، وتابعت "واشنطن بوست"، الحزب الجمهوري يهدف أيضاً إلى استعادة مجلس الشيوخ.
وأردفت قائلةً "الآن هو الوقت المناسب للتركيز على الولايات التي ستشهد معارك في مجلس الشيوخ مثل فلوريدا ونورث كارولينا وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا ونيو هامبشير وجورجيا"، مشيرةً إلى "العديد من القادة في عصر إعادة الإعمار قللوا من شأن المخلصين الذين انتفضوا لاستعادة قوتهم السياسية وتفوقهم الأبيض. لا عذر لتكرار هذا الخطأ".
في السياق، اعتبرت أن "الترامبية ستعمل على استعادة السيطرة في عام 2022، والقضاء على ما حققه بايدن وهاريس من استعادة لمجلسي الكونغرس هو هدف مطلق"، مذكرةً أننا "لسنا اليوم في عام 1877 حين باع الجمهوري رذرفورد ب. هايز حقوق وامتيازات العبيد المحررين. نحن في عام 2021 حيث جمع الغوغائيون أنفسهم. خلال هذا الأسبوع خلصت وزارة الأمن الداخلي إلى أن المتطرفين العنيفين المحليين من مثل هؤلاء الذين انتهكوا مبنى الكابيتول قد تم تشجيعهم".
كما نشرت أيضاً مقالاً آخر تحت عنوان "الحرب الأهلية داخل الحزب الجمهوري انتهت قبل أن تبدأ.. ترامب ربح مجدداً".
حيث تقول الصحيفة هنا "لقد انتهت الحرب الأهلية المفترضة داخل الحزب الجمهوري قبل أن تبدأ وفاز النيوكونفدراليون"، مضيفةً "قبل ثلاثة أسابيع فقط شرع قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس في استعادة حزبهم من الرئيس دونالد ترامب وأنصاره".
واعتبرت "من تلك الموجة القاتلة برز بصيص أمل في أن ينأى الجمهوريون أخيراً بنفسهم عن ترامب". ووفقاً لما جاء في المقال، قال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي (كاليفورنيا) إن ترامب "يتحمل المسؤولية" عن "الهجوم على الكونغرس من قبل مثيري الشغب الغوغائيين" وعن فشله في "إدانة الغوغائية على الفور عندما رأى ما يجري".
بدوره، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن المهاجمين العنيفين "تأثروا بالأكاذيب" و"استفزهم الرئيس"، معلناً أنه قد يصوّت لإدانة ترامب بعد محاكمة عزله.
لكن بعد ثلاثة أسابيع فقط من محاولتهم الضعيفة للتخلي عن ترامب اصيبوا بانتكاسة. يبدو الأمر كما لو أن أبراهام لنكولن قد عرض استسلام الاتحاد غير المشروط بعد إطلاق الطلقات الأولى على حصن.
بفضل جبن مكارثي وغدر مكونيل يتألف الحزب الجمهوري الآن من فصيلين متناغمين نسبياً: "أولئك الذين يخربون الديمقراطية بنشاط وأولئك الذين يتغاضون ضمنياً عن التخريب. رحل ترامب. ترامب يسود".
وقالت الصحيفة "يعتقد الجمهوريون أنهم سينقذون مكانتهم السياسية بالاستسلام لترامب. لكن هذا يعني حتماً الاستسلام لأنصاره العنيفين، والديمقراطية لا يمكن أن تنجح تحت تهديد السلاح".