مناورات "حزم" جزائرية على الحدود مع المغرب و"الصحراء الكبرى"
قائد أركان القوات المسلّحة الجزائرية يقول إن بلاده تستحق من جيشها بأن يكون دوماً في مستوى الرهانات المطروحة، وذلك بعد إجراء الجيش الجزائري مناورات عسكرية ضخمة للجيش في "تندوف" الحدودية المحاذية للمغرب والصحراء الغربية.
أجرى الجيش الجزائري مناورات عسكرية برية وجوية ضخمة للجيش الجزائري في "تندوف" الحدودية المحاذية للمغرب والصحراء الغربية، أشرف عليها قائد هيئة الأركان سعيد شنقريحة.
المناورات التي أطلق عليها اسم "الحزم 2021"، جرت في اليوم الثاني لزيارة قائد الأركان إلى المنطقة لتفقد جاهزية الوحدات العسكرية، ورفع مستوى القدرات القتالية للقوات المرابطة على الحدود الغربية للبلاد.
وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، قالت من جهتها، إن هذه النشاطات العسكرية، التي نفذّت "بالذخيرة الحية"، والتي بثت بعض مشاهدها لمدة 15 دقيقة في التلفزيون العمومي الجزائري، "تندرج في إطار تقييم المرحلة الأولى لبرنامج التحضير القتالي لسنة 2020-2021"، بغرض ضمان تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته" حتى "يكون قادرا على رفع كافة التحديات.
قائد أركان القوات المسلّحة الجزائرية قال بمناسبة هذه المناورات إن بلاده "تستحق من جيشها بأن يكون دوماً في مستوى هذه الرهانات المطروحة اليوم بقوة، وتستحق أن تبقى إلى أبد الدهر، حرة، سيدة وعصية على أعداء الأمس واليوم".
وقالت وزارة الدفاع من جهتها إن المناورات جرت "باحترافية عالية في جميع المراحل وبمستوى تكتيكي وعملياتي عالي".
#Algeria#الجزائر #الجزاير #Algerie#Coronavirus #COVID19#Army#Chengriha
— DZ Breaking (@dzbreaking1) January 19, 2021
Lt. Gen. Army’s Chief of Staff Chanegriha supervises tactical exercise in 3rd MR- Photos https://t.co/mEeqPgEnn1 pic.twitter.com/pOEpKdTnhd
يذكر أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أجرى في وقت سابق، زيارة لمنطقة الصحراء الغربيّة المتنازع عليها بين المغرب و"جبهة البوليساريو"، حيث وصفت السفارة الأميركيّة في الرباط الزيارة بأنها "تاريخيّة".
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤول أميركي رفيع إلى الصحراء الغربيّة، وتأتي عقب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب عليها، في قرار يخالف موقف الأمم المتحدة من القضيّة.
ومطلع الشهر الجاري، دعا الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه مجلس الأمن الأعلى إلى استمرار "اليقظة والحذر على جميع المستويات" لمواجهة "التطورات غير المسبوقة" في "المجال الإقليمي المجاور".
ورغم تأكيد نحو 40 دولة دعمها لمقترح "الحكم الذاتي" لحل "قضية الصحراء"، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، إلا أن الكثير من العقبات ما زالت تبعد الخيار.
البيان الختامي للمؤتمر الوزاري الذي نظمته الرباط وواشنطن، الجمعة، لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، عبر تقنية التواصل عن بعد، أثار الكثير من التساؤلات على رأسها ما إن كانت الجبهة ستغير موقفها من مسألة الحكم الذاتي أم ستصر على الرفض؟
الموقف المعلن حتى الآن من الجبهة هو رفض إقرار الحكم الذاتي، في حين يرى خبراء من الجانب المغربي، أن الحكم الذاتي بات هو المقترح الوحيد القابل للاتفاق، مع استبعاد عملية الاستفتاء التي تطالب بها الجبهة والتي ترى أنه السيناريو الأمثل لحل الأزمة.
وتؤكد الرباط أحقيتها في الصحراء، وأن مقترح الحكم الذاتي هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق تحت سيادتها، لكن "البوليساريو" تطالب باستفتاء لتقرير مصير الإقليم.
وعقب إعلان المغرب تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" مطلع كانون الأول عام 202، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة أنه "وقع إعلاناً يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".
إعلان ترامب حول التطبيع أشار إلى أن "إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليس خياراً واقعياً لحل الصراع"، فيما حثّ البيت الأبيض "أطراف الصراع في الصحراء الغربية على التباحث على أساس خطة المغرب للحكم الذاتي كإطار للتفاوض".
يذكر أنه في عام 2007، قدّم المغرب مبادرة حول الحكم الذاتي في الصحراء، تضمنّت ممارسة سكان الصحراء لحقوقهم من خلال هيئات تشريعية، بالإضافة إلى إقامة هيئات تنفيذية وقضائية.
ورحّب مجلس الأمن في قراره رقم 1754، في عام 2007، بالمبادرة المغربية التي وصفها بالجادة وذات المصداقية، مطالباً الأطراف بالدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2012، وصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، إلى المناطق الصحراوية، الواقعة تحت نفوذ المغرب، وزار مخيمات "تندوف"، جنوب غرب الجزائر، بهدف تسهيل المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع، ومحاولة الوصول لحل سياسي عادل ودائم ومقبول.
وخلال عامي 2013 و2014، فشلت كافة المحاولات الرامية إلى توسيع مهمة بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، وكانت هذه المحاولات سببا في أزمة حادة بين المغرب والمنظمة الدولية.