موسكو تبدأ إجراءات انسحابها من معاهدة "الأجواء المفتوحة"
الخارجية الروسية تعلن بدء إجراءات الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة، بسبب "عدم إحراز تقدم في إزالة العقبات التي تحول دون استمرار المعاهدة".
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم الجمعة، إنه "نظراً لعدم إحراز تقدم في إزالة العقبات التي تحول دون استمرار معاهدة الأجواء المفتوحة في ظل الشروط الجديدة، فإن وزارة الخارجية الروسية مخولة بإعلان بدء الإجراءات المحلية لانسحاب الاتحاد الروسي من المعاهدة".
قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية، قال بدوره إنه كان لا يزال من الممكن إنقاذ معاهدة الأجواء المفتوحة بعد مغادرة الولايات المتحدة لها، لو كان لدى حلف الناتو الإرادة للقيام بذلك، وليس روسيا فقط.
وكتب كوساتشوف على صفحته على "فيسبوك" يوم الجمعة: "أكدت وزارة الخارجية الروسية أن بلادنا بدأت إجراءات الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة. الأخبار متوقعة تماماً. اسمحوا لي أن أذكركم بأن الولايات المتحدة كانت أول من انسحب من المعاهدة. ولكن كان لا يزال من الممكن إنقاذها، لو لم تكن هذه إرادة روسيا وحدها، ولكن أيضاً أطرافاً أخرى في الاتفاقية وخاصة من الناتو".
واعتبر السيناتور الروسي أن "اللوم فيما يحدث، وهذا سيناريو مؤسف للغاية، يقع بالكامل على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو".
يأتي هذا الإجراء الروسي، بعد مرور أشهر على إعلان أميركا انسحابها رسمياً من معاهدة الأجواء المفتوحة الدفاعية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي واحدة من عدة اتفاقيات دولية، انسحبت منها واشنطن في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
سبق ذلك إعلان نائب وزير الخارجية الروسي في تموز/يوليو أن موسكو وواشنطن لم تتمكنا من تقريب المواقف حول معاهدة "الأجواء المفتوحة"، مؤكداً أن بلاده "لا تقبل إنذارات الولايات المتحدة بشأن المعاهدة".
وذلك بعد أن كان ترامب قد أعلن، في 21 أيار/مايو الماضي من العام 2020، انسحاب بلاده من معاهدة الأجواء المفتوحة، متهماً روسيا بانتهاك المعاهدة، التي تسمح بالتحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحد من الأسلحة في الدول التي وقعت عليها. ونفت روسيا المزاعم الأميركية بخرق بنود المعاهدة.
وعلقت الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها، نهاية العام الماضي، على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأجواء المفتوحة، مشدد على سعي موسكو "للحصول على ضمانات مؤكدة بأن الدول المتبقية في معاهدة الأجواء المفتوحة ستفي بالتزاماتها، أولاً لضمان إمكان مراقبة أراضيها بالكامل، وثانياً، بشأن عدم تسريب معلومات رحلات الاستطلاع إلى دول ثالثة غير مشاركة في المعاهدة".
كما نص البيان على أنه "إذا أراد شركاء روسيا أن تستمر المعاهدة، وأن تظل روسيا عضواً فيها، فعندئذ لا ينبغي عليهم التفكير طويلاً فيما يجب القيام به".
البيان لفت إلى أن انسحاب واشنطن من المعاهدة، لم يعد بالفائدة على أمن كل من أوروبا والولايات المتحدة وحلفائها.