أين فلسطين في ثوابت "الإخوان المسلمين" من مصر إلى تونس وتركيا وسوريا؟
من حركة حماس إلى حركة مجتمع السلم في الجزائر، إلى الحركة الدستورية في الكويت، إجماعٌ على وصف موافقة العدالة والتنمية على تطبيع المغرب خيانةً وطعنةً في الظهر.
وقعّت الرباط وتل أبيب وواشنطن اتفاقاً ثلاثياً تضمن عدة مذكرات تفاهم لإقامة علاقات بين المغرب و"إسرائيل"، وصفه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بأنه "خريطة طريق سيعمل الأطراف الثلاثة عليها خلال المرحلة المقبلة".
صادمة كانت صور رئيس الحكومة المغربية وهو يوقّع على اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
صدمة كانت أشد وأقسى لدى الأحزاب الإسلامية التي تحمل فكر الإخوان المسلمين. ذلك أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأَس الحكومة في المغرب هو أيضاً أحد أحزاب الإسلام السياسي التي وصلت الى الحكم بعد ما عُرف بـ "الربيع العربي".
لا شك في أن الحركات الإسلامية تعاني انقساماً في الموقف حول التطبيع، لكنّ السؤال يتعلّق بمن وصل إلى الحكم من الإخوان المسلمين في مصر وتركيا وتونس عمّا فعله لفلسطين؟ كيف يمكن أن يبرّر حزب سياسي إسلامي، خيانة أقدس قضايا الأمة من أجل البقاء في السلطة؟
ففي المنطقة خياران في التعامل مع الكيان المحتل. الأول يبادر إلى إنقاذ الاحتلال من أزماته ومشاكله التي وصلت داخلياً إلى مراحل خطرة، من خلال مشاريع تطبيعٍ مجانية.
والثاني اختار المقاومة خياراً استراتيجياً لتحرير الأرض والإنسان، ويتحضّر للمواجهة ويستعدّ لكل نزال، هذه المرة عبر مناوراتٍ مشتركةٍ لفصائل المقاومة في فلسطين تقام للمرة الأولى.
وتعليقاً على التطبيع المغربي وموقف الحركات الإسلامية منه، قال الباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية طلال عتريسي إن الحركات الاسلامية تمر بمنعطف تاريخي يتصل بالتعامل مع فلسطين، مؤكّداً وجود صدمة كبيرة من موقف حكومة المغرب من التطبيع مع الاحتلال.
واعتبر عتريسي في حديث لـ الميادين أن النموذج التركي يعني حكماً إسلامياً على علاقة مع "إسرائيل" يكون عضوا في الناتو، وقال إنه كان "على حكومة العثماني بالحد الأدنى الاستقالة عند توقيع التطبيع مع الاحتلال".
وأشار إلى أن المناورة المشتركة لفصائل المقاومة وجهت رسالة بأن الجهوزية عالية، والتطبيع لم يؤثر على المقاومة.
#المسائية | الباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية طلال عتريسي لـ #الميادين: النموذج التركي يعني حكما إسلامياً على علاقة مع "إسرائيل" يكون عضواً في الناتو.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 23, 2020
لمشاهدة الحلقة كاملةً من خلال الرابط التالي 👇https://t.co/QyTcpgvdgg pic.twitter.com/1xzTRpEBFT
وقال الكاتب السياسي كمال بن يونس في هذا السياق إن "كل الاحزاب العقائدية عدّلت مواقفها من قضايا عدة منها النضال ضد الامبريالية"، معتبراً أن من أسباب خسارة الاحزاب الاسلامية الحكم في تونس ومصر دعمهم لفلسطين.
بن يونس أكّد في حديث لـ الميادين أن "توقيع رئيس الحكومة في المغرب على اتفاق التطبيع سيعود بالضرر على حزب العدالة والتنمية، وأن من أخطاء الاحزاب الاسلامية التمسك بعمقها الاسلامي مع التحالف مع الفاسدين والاستعمار".
من جهته، قال الباحث في الشؤون الامنية محمد أبو هربيد "لم نصل بعد إلى تشابك حقيقي لتكون القضية الفلسطينية هي الأولوية، مؤكّداً أن المقاومة الفلسطينية هي العقبة الأساسية التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي.
أبو هربيد اعتبر في حديث مع الميادين أن "الهروب من واقع المقاومة دفع بعض العرب والإسرائيليين للذهاب إلى التطبيع، وأن الدول العربية لم تذهب إلى التطبيع من موقع القوة.
وأكد أن المناورات المشتركة تحمل رسائل تطمين للشعب الفلسطيني، ورسالة لكل منظومة التطبيع ان المقاومة مستمرة.
يذكر أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أعلنت اليوم الأربعاء جهوزيتها لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة للمرة الأولى تنشر تفاصيلها وتوقيتاتها وفق مقتضيات الميدان.