إلى جانب زادة.. علماء إيرانيون تمّ اغتيالهم سابقاً فمن هم؟
من هم العلماء الذين تمّ اغتيالهم قبل وبعد الاتفاق النووي، وهل لـ"إسرائيل" ومنظمة "خلق" يد في اغتيالهم؟
بهدف عرقلة الملف النووي الإيراني والمجال العلمي، والتطور التسليحي لدى إيران، استعانت "إسرائيل" والولايات المتحدة، بكل الطرق التي تتوافر لها، ومن ذلك الإقدام على اغتيال العلماء الإيرانيين في مجالات متعددة.
ولم يكن الاحتلال الإسرائيلي بعيداً عن محاولات اغتيال علماء إيرانيين، فمساعد عمليات القيادة لجهاز الأمن في الحرس الثوري الإيراني يعقوب باقري، أعلن في كانون الثاني/يناير 2015 أن الجهاز "أحبط أحدث محاولة لاغتيال عالم نووي إيراني من قبل الصهاينة".
تمّ اغتيال 4 من العلماء النوويين الإيرانيين -مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن- في طهران خلال عامين 2010-2012 باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال 3 منهم، وأطلق الرصاص على أحدهم أمام منزله. وفي حزيران/يونيو عام 2012، أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها ألقت القبض على جميع الإرهابيين وراء الاغتيالات.
واتهمت طهران كلاً من "إسرائيل" والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه العمليات. ورفضت "إسرائيل" التعليق على هذه الاتهامات، لكنّ وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، أعلن وقتذاك أن "إسرائيل" لا يمكن أن تقبل تحت أي ظرف من الظروف أن "تمتلك إيران سلاحاً نووياً"، على حد قوله.
هذا وتشير أصابع الاتهام إلى منظمة "مجاهدي خلق" على أنها وراء هذه الاغتيالات بدعم وتدريب من قبل "الموساد" الإسرائيلي.
تاريخ الاغتيالات
12 كانون الثاني/ يناير عام 2010: اغتيل مسعود محمدي ، أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، خلال انفجار دراجة نارية مفخخة في شمالي العاصمة طهران. وضعت الدراجة بالقرب من سيارته وتمّ تفجيرها بالتحكم عن بعد حين مروره من قربها.
29 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2010: مجيد شهرياري العالم النووي الإيراني، اغتيل بواسطة قنبلة مغناطيسية لُصقت على سيارته في شمال طهران.
23 تموز /يوليو عام 2011: اغتيل داريوش رضايي نجاد على يد مسلّحين يستقلون دراجة نارية، وأُطلق عليه 5 رصاصات أمام منزله في طهران.
11 كانون الثاني/ يناير عام 2012: اغتيل مصطفى أحمدي روشن، الأستاذ المختص بالفيزياء النووية، في انفجار قنبلة مغناطيسية لُصقت على سيارته في طهران.
3 كانون الثاني/يناير عام 2015: أعلنت السلطات الإيرانية إحباط محاولة لاغتيال عالم نووي إيراني، من دون أن تسميه؟
27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020: اغتيال الدكتور محسن فخري زادة مهابادي، رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، حيث أشار مراسل الميادين إلى أنه "حوالى الساعة 2:30 عصر اليوم فجرت مجموعة إرهابية سيارة من نوع نيسان لدى عبور سيارة زاده". وذكر أنّ هذه المجموعة قامت بإطلاق النار على فخري زاده بعد التفجير.
منظمة "مجاهدي خلق" وعلاقتها بـ"إسرائيل"
بحسب تقرير نشرته شبكة "أن بي سي" الأميركية في عام 2012، فإن عمليات الاغتيال للعلماء الإيرانيين نفذتها منظمة "مجاهدي خلق". التقرير أكد أن "إسرائيل ومنظمة مجاهدي خلق مسؤولتان عن قتل العلماء الإيرانيين".
وبعد اغتيال الدكتور محسن فخري زادة مهابادي رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلميحه اليوم الجمعة، إلى "مشاركة إسرائيلية محتملة باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة".
نتنياهو قال "قمت بالكثير من الأمور هذا الأسبوع ولا أستطيع التكلم عنها جميعها"، فيما أشار المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية يوسي كوبرفسر، إلى أن "فخري زادة هو سليماني البرنامج النووي". بينما وصف وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف اغتيال فخري زاده بـ"العمل الجبان" مشيراً إلى أنه "يحمل مؤشرات جدية إلى دور "إسرائيل".
وفي فيديو لمؤتمر صحافي لمنظمة "مجاهدي خلق" خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قامت المنظمة بتقديم تقرير عن العالم الإيراني محسن فخري زادة، الذي استشهد في عملية اغتيال اليوم الجمعة في طهران.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت بدورها عن 3 مسؤولين استخباراتيين تأكيدهم أن "إسرائيل تقف خلف اغتيال فخري زاده".
في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اغتيال زادة بـ"العمل الجبان"، معتبراً أنه "يحمل مؤشرات جدية إلى دور إسرائيل".
وقال ظريف "هذا العمل الجبان الذي يحمل علامات واضحة على تورط إسرائيلي يظهر العدوانية اليائسة للفاعلين".