الصورة التي قضت على شعبية محمد رمضان.. أنظمة تُطبّع وشعوب لا تتنازل
في زمن هرولة الأنظمة نحو التطبيع مع "إسرائيل" تأتي قضية الفنان محمد رمضان لتؤكد رفض شريحة كبيرة من المثقفين، والنخب والشعوب لمسار الأسرلة وتمسكهم بالقضية الفلسطينية.
كان يكفي للفنان المصري محمد رمضان أن يلتقط صورة مع مطرب إسرائيلي ليخسر شعبيته الكبيرة التي راكمها خلال السنوات الماضية.
صور الفنان المصري التي أخذها مع فنانين إسرائيليين تمّ التقاطها في حفل بمدينة دبي احتلت قائمة الأكثر رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
في زمن هرولة الأنظمة نحو التطبيع، تأتي قضية الفنان رمضان لتؤكد رفض شريحة كبيرة من المثقفين، والنخب والشعوب لمسار الأسرلة وتمسكهم بالقضية الفلسطينية.
قرار نقابة الفنانين المصريين هو بإيقافه عن العمل، وإحالته على التحقيق لمخالفته قرار اتحاد المهن الفنية، برفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال، واستفزازه لمشاعر الشعب العربي.
وأصدر مجلس نقابة الصحفيين قراراً ملزماً لأعضاء الجمعية العمومية بمقاطعة أخبار رمضان، وعدم نشر اسمه أو صورته في أي منصة صحفية، لحين انتهاء التحقيق معه في نقابته.
وأكد المجلس أن مخالفة قرار مقاطعة هذا الممثل، ستخضع مرتكبها للمسائلة التأديبية، وسيحال فوراً إلى لجنة التحقيق النقابية، مجدداً تمسكه بجميع قرارات الجمعيات العمومية السابقة، بحظر جميع أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي، مع الكيان الصهيوني، حتى يتم تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
قرار النقابة المصرية بكل مفرداته أكد على رفض التطبيع، بالرغم من كل ما مر من سنوات على اتفاقية كامب ديفيد، أتى انسجاماً مع غضب شعبي عارم رافض لكل أشكال التطبيع.
غضب وانتقادات لاذعة طالت الفنان رمضان على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت التعليقات لتعبر عن غضب متابعيه من مختلف الشعوب العربية، ولا سيما في مصر التي عبر عدد من الفنانين والإعلاميين والنقاد فيها عن رفضهم مثل هذه التصرفات، التي تعد شكلاً من أشكال التطبيع.
ورفض ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما قام به الفنان المصري، وعبروا عن سخريتهم وسخطهم عبر ما كتبوه أو عبر نشر صور استهزئت منه.
#محمد_رمضان_صهيونى فااااشل https://t.co/4LygOZkDDT
— Abduallah Abdalrahman (@abdullah15618) November 24, 2020
ناشط مصري آخر، نشر صورة لجندي مصري وهو يجرّ جندياً إسرائيلياً، كتب عليها "الرجالة لما تحب تتصور مع إسرائيلي تتصور كده".
#محمد_رمضان_صهيونى pic.twitter.com/9XCHvPK1zC
— Mohamed (@MNGebaly) November 24, 2020
وقالت ناشطة أخرى إنه بالرغم من النظام المصري هو مطبع مع "إسرئيل" منذ 52 عاماً، إلا أن ثورة الشعب المصري هي ثورة ضد التطبيع، وأن الشعب قال كلمته وجسّ النبض، بعد تطبيع الإمارات مع "إسرائيل"، لإسقاط فلسطين.
ثورتنا ضد التطبيع برغم ان النظام مطبع من سنة 52.... لكن الشعب قال كلمته والا كان جس النبض نتيجته التطبيع من السعودية والامارات وتحيا ماااسر 3مرات للصهاينة واعتراف الشعب بالكيان المحتل كدولة لاسقاط #فلسطين #محمد_رمضان #التطبيع_خيانة#محمد_رمضان_صهيونى #محمد_رمضان_نمبر1_ياحاقدين
— ناموسة_الثورة (@lolostars2) November 24, 2020
فيما اعتبر ناشط أن الفنان محمد رمضان "أخذ صورة في الطائرة وكانت سبباً في قطع عيش (رزق) كابتن الطائرة، وها هو الآن جاء دوره أخذ صورة مع الإسرائيلي وكانت سبباً في قطع عيشه هو".
بسم الله الرحمن الرحيم
— احمد الشيخ (@al_shiks) November 24, 2020
( وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ )
محمد رمضان أتصور فى الطائره وكان سبب في قطع عيش السواق بتاع الطائره
و أنهارده جيه واحد إسرائيلي وأتصور معاه وكان سبب في قطع عيش محمد رمضان
(كما تدين تدان)#محمد_رمضان_صهيونى #إسرائيل pic.twitter.com/bY9xkNxRQq
ناشط آخر نشر صورة الفلسطيني محمد الدرة الذي كان يحمي إبنه من رصاص الجندي الإسرائيلي كتب فيها: "مهما مر علينا من أعداء لبلادنا ستبقى "إسرائيل" عدونا الأول والأخير .. لن ننسى شهداءنا فى تراب سيناء ولن ننسى الدماء العربيه والقضية الفلسطينية.. وستظل القدس فى قلوبنا".
#مقاطعة_محمد_رمضان #محمد_رمضان_صهيوني https://t.co/fnw3NdpImn
— Abdul Rahman Ahmed lYl (@AAbdelar_A) November 24, 2020
رفض جميع أشكال التطبيع مع "إسرائيل" موقف ليس بجديد على المجتمع المصري.. موقف ثابت ومتجذر على مختلف المستويات وهو مستمر، ويعطي مثالاً عن الوطنية والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة.
ناصر للميادين: شعبية محمد رمضان هوت
في هذا الإطار، قال الشاعر والكاتب محمد ناصر إن "ردّ الفعل الشعبي يمثل استفتاء شعبياً رافضاً للتطبيع مع "إسرائيل"، ورفض إقامة أي علاقات شعبيه معها، والشعب المصري في مجمله رفض العلاقات مع "إسرائيل" ورفض أشكال التطبيع. وحتى أنني أستذكر البابا شنودة عندما قال مقولته الشهير،"لن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين". واستمر هذا النهج مع كل النقابات المصرية، ويومها تمّ إسقاط عضوية الروائي علي سالم عندما زار إسرائيل".
#التحليلية | أي دلالات يحمل رد الفعل الشعبي في #مصر ضد #التطبيع؟#التطبيع_خيانة pic.twitter.com/y1d0bT2VJa
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 24, 2020
وأضاف ناصر أن "معرض القاهرة الدولي للكتاب لا يزال يحظّر دخول أي ناشر إسرائيلي إليه، والمنظومة الثقافية بريئة من أي أعمال تطبيع مع "إسرائيل". كذلك احتجّ الفنانون المصريون بشكل كبير أيضاً على تكريم فنان فرنسي لأنه كان يؤيد إسرائيل".
في وقت يعم ّالصمت من قبل الحكومة المصرية، التي، وفق ناصر، "لديها معايير مختلفة، وهي لديها علاقات ومرتبطة باتفاق مع إسرائيل".
وأشار إلى أن الشركة التي ارتبطت مع الفنان محمد رمضان لمسلسل في شهر رمضان المقبل أوقفت التعامل معه، وقال "أظن أن شعبية محمد رمضان قد هوت، وأي فنان سيقوم بمثل ما قام به محمد رمضان سيفكر كثيراً قبل الإقدام على مثل خطوته".
اللحام للميادين: الإمارات تتحمل المسؤولية مع ما حصل مع الفنان محمد رمضان
بدروه، قال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام، إن "محمد رمضان ليس محترف سياسة، ومن يتحمل المسؤولية بجرّه إلى هذا السقوط هي دولة الإمارات، وهي صاحبة الإثم الأكبر فيما حدث".
وأشار إلى أن الشعب المصري بطبيعته وبفطرته، يرفض الخيانة، وأن كل زعماء المقاومة أشادوا بالشعب المصري وببطولاته.
كما لفت إلى أن الممثليين الكويتيين الذين حاولوا أخذ صور مع إسرائيليين خسروا كثيراً.
ونصح اللحام كل فنان لديه جمهور في فلسطين، من تونس إلى المغرب العربي أن يفكر كثيراً لأن هناك خطوط حمر.
عز الدين للميادين: على كل فنان أن يخضع لامتحان قبل دخوله إلى النقابة
أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم عز الدين، فقال من جهته إنه "في كل بيت مصري هناك شهيد، وعلينا أن ننتظر كيف سيكون التحقيق مع محمد رمضان لنبني على الشيء مقتضاه"
ورأى عز الدين أن المناخ العربي سائد على هذا المستوى من المتسيب والذي يخلق لا مبالاة وعدم مسؤولية، مشيراً إلى أن "الفنان رمضان هو من النخب الفنية، وهو معيار ونموذج شاء أو أبى، لذا على أي فنان قبل أن يدخل إلى نقابة الفنانيين أن يخضع لامتحان، حتى ولو كانت له شعبية".
وأضاف أنه "على الفنان أن يتحمل مسؤولية شرف النقابة وشرف الفن، وهناك معايير لا يمكن أن تترك سداً وأن تكون مباحة بهذا الشكل، من دون حسيب أو رقيب، وهذه مسؤولية كل من يشعر بهذه المسؤولية ولا يتغافل عنها. يجب أن ترتقي الهيئات الفنية إلى المستوى وإدراك الفطرة الشعبية".
وتساءل عز الدين: "لماذا لا تنطلق مبادرة على مستوى النقابات والروابط الفنية، وحتى على مستوى مجلس النواب، ووضع "لائحة العار" لكي تنتشر مسائل ومعايير مختلفة لا يتم تخطيها على مستوى المنطقة ككل؟".