لماذا يعيش المطبعون بقلق أن الخطر آتٍ من إيران و"النجاة" بـ"إسرائيل"؟
تداعيات زيارة نتنياهو إلى السعودية واستهداف أرامكو في جدة بصاروخ "قدس 2" اليمني. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد أن السعودية على طريق التطبيع مع "إسرائيل"، وحركة حماس تشدد على أن المقاومة هي العقبة الوحيدة لمسار التطبيع.
أكد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، طلال ناجي، للميادين أن "السعودية على طريق التطبيع مع إسرائيل"، معتبراً أن "صاحب القرار في السياسة السعودية هي الإدارة الأميركية".
وقال ناجي في سياق الحديث حول تداعيات زيارة نتنياهو إلى السعودية واستهداف أرامكو في جدة بصاروخ "قدس 2" اليمني، إن "هناك وهم زرع في ذهن المطبعين بأن الخطر آت من إيران والتطبيع ضروري مع "إسرائيل"، ومستشارو ابن سلمان أقنعوه بأن ضمان العرش هو بالاتفاق مع "إسرائيل"، وهو يقود صراعاً داخلياً في السعودية وقد نحى الجميع لتعزيز نفوذه".
واعتبر أن "إبن سلمان يسيء لمكانة السعودية وفلسطين والأمة العربية والإسلامية"، محذراً "الشعوب العربية من أن التطبيع هو خطر عليهم وتوريط لهم في حرب لا تبقي ولا تذر".
وتابع قوله إن "إدارة ترامب أوقعت الولايات المتحدة في مجموعة من المآزق الخانقة، وكل ما تقوم به الآن هو تعبير عن الرمق الأخير في ربع الساعة الأخيرة، فيما يعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسوأ في تاريخ أميركا".
كما أكد أن "هناك محاولة أميركية لإقامة حلف في المنطقة في وجه إيران ومحور المقاومة عموماً، وأن هناك من يتحدث عن أن حلف المطبعين مع "إسرائيل" هو مع أقصى اليمين الإسرائيلي".
وحول استهداف أرامكو في جدة بصاروخ "قدس 2 اليمني"، قال ناجي: "كنا نتمنى أن تكون كل الصواريخ موجهة ضد العدو الصهيوني، والشعب اليمني المظلوم والصابر لم ينس فلسطين رغم معاناته الشديدة، ومن حق الشعب اليمني الدفاع عن نفسه ورد العدوان عنه".
وأضاف: "نقول للمعتدي على اليمن أوقف عدوانك لأنك تنفذ مخططاً أميركياً إسرائيلياً"، مشيراً إلى أن "اليمن يشرف على مضيق باب المندب المهم جداً ومن الطبيعي أن يفكر الإسرائيلي بنفوذ له هناك".
وحذّر من القيام بأي "عدوان على محور المقاومة"، قائلاً: "سيفتحون على أنفسهم أبواب جهنم".
في السياق، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم للميادين، إن "زيارة نتنياهو مدانة ومستنكرة وضد المصالح القومية للأمة العربية، ولا يمكن أن تفهم خارج المصلحة الصهيونية ومشروع اليمين الصهيوني المتطرف".
وأكد قاسم أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفث في الخلافات العربية حتى تصبح إيران هي العدو بدل إسرائيل".
وشدد على أن "المقاومة هي العقبة الوحيدة لمسار التطبيع"، مشيراً إلى أن "المقاومة مستمرة في توحيد الجهود في فلسطين ومع القوى المقاومة خارجها".
من جهته، اعتبر عضو المجلس السياسي لحركة النجباء حيدر اللامي للميادين أنه بعد الاستخفاف بالمقاومة في اليمن "أثبتت اليوم أنها قادرة على توجيه ضربات مؤلمة وبعيدة المدى". وأضاف أن "ترامب هو رأس الأفعى في التحالف ضد محور المقاومة".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت عن لقاءٍ عقد في السعودية يوم الأحد الماضي ضم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وولي عهد السعودية بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وأعلن موقع القناة 12 الإسرائيلية أنه و"أثناء لقاء ولي عهد السعودية وبومبيو توجهت رحلتان إسرائيليتان سريتان من "إسرائيل" إلى السعودية".
في السياق، أعلن موقع القناة السابعة الإسرائيلية عن "رحلة سرية إلى السعودية أقلعت يوم الأحد، من مطار بن غوريون باتجاه السعودية ومكثت 4 ساعات تحديداً، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية مايك بومبيو يلتقي ولي العهد السعودي".
موقع "يديعوت احرونوت" قال إن الطائرة التي أقلعت من مطار بن غوريون الى السعودية سبق أن استخدمها نتنياهو، وأشار الموقع إلى أن الأخير وبرفقته رئيس الموساد كانا على متن الطائرة. وأشار إلى أن نتنياهو وبرفقته رئيس الموساد التقيا ولي العهد السعودي واستمرت الرحلة قرابة 5 ساعات.
في المقابل، نفى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أمس الاثنين، الأنباء الإسرائيلية حول اجتماع ابن سلمان، مع مسؤولين إسرائيليين.
وعقبها، قال رئيس معهد أبحاث "الأمن القومي" الإسرائيلي اللواء احتياط عاموس يادلين إن "وزير الخارجية السعودي نفى لقاء نتنياهو مع ابن سلمان لأنه مثل وزراء خارجية آخرين في المنطقة لم يعرف باللقاء".
بالتزامن، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن بن سلمان وافق على نشر نبأ الاجتماع مع نتنياهو لبحث ردود الفعل في المملكة السعودية والعالم العربي".
وأكدت الصحيفة أن مصدراً على صلة مع مسؤولين كبار في السعودية، قال لهم إن "هذا اللقاء ليس الأول بين نتنياهو وبن سلمان، وقد عُقدت مثل هذه اللقاءات مؤخراً، وأن المشاركين في الاجتماع وافقوا على نشر تفاصيله من أجل نقل الرسائل إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة".
"القناة 12" نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي "كبير" أن "السعوديين أوضحوا أنهم غير ناضجين بعد للتطبيع مع إسرائيل".
يذكر أت الإمارات والبحرين وقّعتا مع "إسرائيل" على اتفاق "تطبيع الأسرلة" في البيت الأبيض، بحضور الرئيس ترامب، وبرعاية أميركية الشهر الماضي.