إعلام إسرائيلي في ذكرى اغتيال أبو العطا: كان الأكثر خطراً على أمن "إسرائيل"
تتهم "إسرائيل" أبو العطا بأنه المسؤول الأول عن جميع العمليات التي نفذتها سرايا القدس منذ بداية العام 2019، كإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. ووصفه قوات الاحتلال بـ"القنبلة موقوتة".
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد العسكري بهاء أبو العطا في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
ففي صباح يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، نفذت طائرة الاحتلال F-15 عملية قتل الشهيد أبو العطا وزوجته.
وقبل يومين من استشهاده في العام الماضي، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تقريراً تحت عنوان "أخطر الشخصيات على إسرائيل: نصر الله وسليماني وأبو العطا"، ذكرت فيه أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقائد قوة قدس الإيرانية قاسم سليماني وقائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا هم أخطر ثلاث شخصيات على الأمن الإسرائيلي.
وكتبت الصحيفة: "بهاء أبو العطا قائد سرايا القدس في قطاع غزة، هو أحد كبار المسؤولين العسكريين في قطاع غزة".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن أبي العطا "شارك في التخطيط لهجمات ضد "إسرائيل"، وأشرف على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وينظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كعنصر تصعيد".
وتابعت: "معروف لدى الجيش الإسرائيلي أن أبي العطا أمر بإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب "إسرائيل" في نيسان/أبريل عام 2019".
وأوردت الصحيفة تصريحاً للناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونين منليس، قال فيه إن "هناك العشرات من البلدان حول العالم تحاول تحسين الوضع الإنساني في القطاع، ولكن في الوقت نفسه، هناك رجل داخل غزة (أبو العطا) ورجل خارجها (زياد النخالة أمين عام الجهاد) يحاولان تخريب ذلك".
ونقلت الصحيفة تصريحاً لمسؤول عسكري قال إن أبي العطا "كسليماني ونصر الله، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك خلال إحدى المحاولات خلال العدوان على غزة عام 2012 حيث أطلقت طائرات الاحتلال صاروخاً تجاه المبنى لكن القائد أبو العطا نجا بأعجوبة".
والمرة الثانية أثناء العدوان على غزة في اَب/ أغسطس 2014، ونجا أبو العطا من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال، حين كان نائباً لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس دانيال منصور (أبو عبدالله)، الذي اغتالته "إسرائيل" في في 4 اَب/ أغسطس 2014. وهذه رسالة واضحة من "إسرائيل" إلى "أبي العطا" وتقول صحيفة "جيروزاليم بوست": "الجيش أراد أن يقول له إننا نعرفك ونعرف ماذا تفعل".
وقد وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) أبو العطا قبيل استشهاده بأنه "صانع المشكلات الذي لا يخضع لأحد"، وأنه "كثير الحركة ولا يمكن توقع ما يريد"، وبأنه المسؤول الأول عن جميع العمليات التي نفذتها سرايا القدس منذ بداية العام 2019، كإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية. وتصفه بـ"قنبلة موقوتة"، وأن اغتياله جاء لمنع تنفيذه عملية كان يخطط لها في الأيام المقبلة".
وأوردت الصحيفة بأنه "على اتصال مباشر بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت".
وقالت "جيروزاليم بوست" في تقرير لها في 22 اًب/ أغسطس 2020: "كانت "إسرائيل" تحاول أن تجعل من إطلاق الصواريخ أو رصاص القناص على حدود غزة "مصدر إزعاج فقط" لكن تلك المحاولات من أبو العطا استفزت جيش الاحتلال الذي كان يسعى لوقف إطلاق النار على المدى البعيد مع غزة".
وبعد تكرار إطلاق الصواريخ وقنص الجنود أصبح من الصعب على حكومة نتنياهو القبول بذلك، لكن أبو العطا كان ذكياً، كان يعلم بأن "إسرائيل" ستلاحقه، لذلك غير منزله أكثر من مرة تجده مرة ينام في المنزل ومرات لا يصل المنزل فهو يختفي.
وتؤكد "جيروزاليم بوست" أن الأمر الذي حسم مصير أبو العطا هو إطلاق الصاروخ في منتصف أيلول/ سبتمبر 2019، عندما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مدينة أسدود المحتلة، وأثناء حديث نتنياهو مع الناخبين انطلقت صافرات الإنذار وهرب نتنياهو إلى القبو خشية من صاروخ أبو العطا. وقد شاهد العالم يومها على كل شاشات التلفزة العالمية.
وتقول الصحيفة: "صورة نتنياهو بعد هروبه من المنصة الانتخابية كانت سيئة جداً وكان نتنياهو غاضباً، لذلك اتخذ قراراً نهائياً باغتيال أبو العطا".
ففي نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 عقد نتنياهو جلسة أمنية للوزراء وتحدث مطولاً عما فعله القائد بهاء أبو العطا من إطلاق النار والصواريخ وطائرات محملة بالمتفجرات وخطورة ما يفعله أبو العطا حينها اتخذ القرار بالإجماع على اغتياله.
هذا وولد بهاء أبو العطا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977 في حي الشجاعية بمدينة غزة، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، قبل أن يُكمل مسيرته الجامعية بعدما تخصص في علم الاجتماع. وللشهيد أبو العطا 5 أبناء.