إيران: قضية سليماني والمهندس ما زالت مفتوحة وسنحاسب المسؤولين
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يقول إن "الرهان على الأجانب لضمان الأمن لن یجلب الأمن لنا"، والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تعليقاً على خسارة ترامب للانتخابات الأميركية، يؤكد أن الاتفاق النووي أصبح من الماضي، ولا يمكن فتحه أو إعادة مناقشته.
-
الخارجية الإيرانية: شراء الأمن ممن لا يفكر سوى في الدم والسلاح مقامرة لا يُعوّل عليها
دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، دول الجوار إلى بناء مستقبل أفضل للمنطقة.
وفی تغریدة له في "تويتر" باللغة الإنجليزية، كتب ظريف، اليوم الإثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيرحل بعد سبعين يوماً، ونحن باقون".
A sincere message to our neighbors:
— Javad Zarif (@JZarif) November 8, 2020
Trump's gone in 70 days
But we'll remain here forever
Betting on outsiders to provide security is never a good gamble
We extend our hand to our neighbors for dialog to resolve differences
Only together can we build a better future for all.
وأضاف: "الرهان على الأجانب لضمان الأمن لن یجلب الأمن لنا، ونحن نمد أيدينا إلى الجيران لإجراء الحوار من أجل تسویة الخلافات".
وأكد وزير الخارجية أن "الوحدة في ما بيننا هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للجميع".
ظريف، وفي تغريدة أخرى أمس الأحد، قال مخاطباً الدول الخليجية المجاورة لبلاده إن ترامب "رحل ونحن وجيراننا باقون".
وأضاف أن "الرهان على الأجانب لا يجلب الأمن ويخيّب الآمال"، معرباً عن استعداد بلاده "للتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا وبلداننا".
بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن بلاده صرّحت مراراً أن الاتفاق النووي أصبح شيئاً من الماضي، ولا يمكن فتحه أو إعادة مناقشته.
وقال في تصريح للصحافيين: "الولايات المتحدة تسببت بالكثير من الضرر في انتهاكها لقرارات مجلس الأمن. من الطبيعي أن تكون إيران في موقع المطالب"، مضيفاً: "في الاتفاق النووي، أخذنا التزامات مختلفة من جميع الأطراف، أهمها رفع العقوبات، لكن لسوء الحظ، إضافة إلى الانسحاب الأميركي، فشلت الأطراف الأخرى في رفع العقوبات".
من جهته، قال مسؤول كبير سابق في إدارة أوباما ومستشار كبير لجو بايدن للقناة "12" الإسرائيلية إن "العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران هي في درجة عالية على سلم الأوليات. إدارة أوباما اعتقدت أن هذا هو أفضل طريق لمواجهة برنامج إيران النووي، وبايدن سيحاول العودة إلى الاتفاق".
وأضاف: "أعتقد أننا في الأشهر الأولى سنرى: إما عودة إلى الاتفاق الكامل وإما اتفاق ناقص، أي تعليق العقوبات مقابل تعليق عدد من المنظومات الإيرانية في المجال النووي. نية بايدن هي العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران مع بعض التعديلات، مثل مدة الاتفاق وأمور أخرى".
خطيب زادة تابع كلمته قائلاً: "سنوظّف كل طاقتنا في خدمة مصالحنا الوطنية. لقد تغلبنا على العديد من العقبات خلال السنوات القليلة الماضية، ووصلنا إلى أبعاد جيدة جداً في الإنتاج، وسنتابع التنويع في التجارة الخارجية أيضاً"، معتبراً أن "الرسالة صدرت في واشنطن، وقال الشعب الأميركي والعالم كلمته.. ما حدث في الولايات المتحدة هو رسالة مهمة للمنطقة".
وأضاف أنّ "إيران كانت تعرف منذ اليوم الأول، وأطلعت جميع جيرانها، لكن للأسف، هناك عدد قليل من الدول المجاورة التي تحاول شراء الأسلحة بدلاً من الاعتماد على شعوبها، وتسعى إلى تأمين القوة من خلال الضغط في عواصم أخرى".
وفي ما يتعلق بالعلاقات الإيرانية الأميركية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "إدارة ترامب اتجهت خلال السنوات القليلة الماضية في اتجاه خاطئ... لا يزال هناك فرصة أمام واشنطن لتبتعد عن الدجالين والمفلسين الذين يقدمون الاستشارات للحكومة الأميركية".
وأشار إلى عدم إتمام أي حدث ما لم تتحقق ثلاثة تغييرات مهمة؛ "أولاً التغيير في تفكير صناع القرار وعقليتهم، ثانياً التغيير في نوع الخطاب مع الشعب الإيراني، ثالثاً اتخاذ إجراءات لازمة والعودة من المسار الخطأ والتعويض عن الإجراءات الخاطئة".
وتطرق خطيب زادة إلى قضية اغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفاقه، وقال: "لا نعير أهمية للحصانة التي يتمتع بها الرئيس الأميركي ومرتكبو عملية الاغتيال الجبانة للشهيد سليماني، إذ ستتم ملاحقتهم ومحاكمتهم، ويجب تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم على هذا الاغتيال"، كاشفاً أن "لدينا تعاوناً وثيقاً مع العراق في هذا الصدد".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران على علاقة بفريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، قال خطيب زاده: "لا، في الأساس، لسنا على اتصال مع أي شخص بشأن القضايا الأخرى غير المتعلقة بالاتفاق النووي، وخصوصاً أن هذه الحكومة لم تصل بعد إلى السلطة في أميركا. وبعد وصولها إلى السلطة، سنقوم باتخاذ القرارات بناء على الظروف الجديدة. هذه هي الخطوات المهمة. أما التصريحات والآراء والتكهنات، فهي ليست مهمة".
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن "سياسة إيران لا تتغير بتغير الأشخاص. إن ذهاب ترامب قد يدفع جيراننا إلى إدراك أنهم لن يتمكنوا من ممارسة الضغط وشراء الأسلحة وشراء الأمن. عليهم الوصول بسرعة إلى منطق أن من الأفضل تحقيق آلية محلية"، مؤكداً أن بلاده "مستعدة دائماً لمساعدة جيرانها، بحيث يمكنها المساعدة حتى يصلوا إلى هذه الحقائق في أقرب وقت".