ما هي توجهات كل من بايدن وترامب بشأن إيران وأوروبا والمنطقة؟
لا ينتظر الإيرانيون من سيعلن رئيساً للأميركيين، بهذا الموقف الواضح من المرشد السيد علي خامنئي أكدت طهران أن سياستها لا تتوقف على فوز أي من المرشحين للرئاسة الأميركية، فهل الحال كذلك مع الأوروبيين الذين تأثر دعم الأميركيين لهم بسبب سياسة ترامب الخارجية؟
من أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الأميركي الجديد على مستوى السياسة الخارجية، هي تلك المتصلة بالعلاقة مع أوروبا وإيران.
وإلى أن يعلن الفائز، بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، ما هي القراءة الإيرانية والأوروبية للانتخابات الرئاسية الأميركية؟ وما هو الاختلاف بين المرشحين وانعكاسه على سياسات واشنطن الخارجية؟
يترقب العالم مخرجات الانتخابات الأميركية، وثمة اعتقاد بأن سياسة واشنطن محكومة بتقلبات البيت الأبيض بين جمهوري وديموقراطي.
في حالة ترامب ومنافسه بايدن، يبدو الاختلاف كبيراً، ويكاد يغيب دور المؤسسات واللوبيات ونفوذ الدولة العميقة، كل يحسب حساباته، وقد يستهدف الناخب الأميركي.
في طهران، يبدو الأمر مختلفاً، فتغير الأشخاص لا يعني الإيرانيين.
مع إيران ودول أخرى، كالصين وروسيا وفنزويلا، تجد أميركا مشقّة في تمرير أجنداتها، ولو بالعقوبات والتهديد، فتلك دول لا تبني سياساتها على المزاج الأميركي.
المرشد الايراني السيد علي خامنئي قال إن سياسة طهران تجاه واشنطن لن تتغير، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية، وأكد في كلمة في ذكرى المولد النبوي الشريف أن الحل في مواجهة العقوبات هو تقوية البلاد على الصعد كافة.
سياسة إيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية واضحة ومدروسة، وتغير الأشخاص لا يعني طهران.
عداوة واشنطن لإيران سببها عدم رضوخ طهران لسياساتهم في المنطقة، والحل أمام طهران في مواجهة العقوبات والسياسات الأميركية هو تقوية البلاد، وخصوصاً اقتصادياً وأمنياً، والاعتماد على الداخل من دون قطع الصلات مع الخارج.
الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي السابق، أمير موسوي، يقول للميادين: "إذا فاز بايدن يمكن أن يسهل أمر التفاوض مع إيران".
وأوضح أن ترامب أضاف إلى العلاقة مع إيران "ثأر الدم باغتيال الشهيدين الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس"، مشيراً إلى أن "ترامب وضع عقوبات معقدة وصعبة على إيران".
وشدد موسوي على أن "الدول الغربية لم تنفذ أي بند من بنود الاتفاق النووي".
ما هو اتفاق الشراكة الجديد الذي تريده برلين مع واشنطن بعد صدور النتائج؟
أما في أوروبا، فإن التهديد كما يرونه، روسي، وهم بحاجة إلى الحليف الأميركي. والهاجس هو مصير حلف الأطلسي، رغم إقرار قانون يشترط لانسحاب أميركا موافقة مجلس الشيوخ. ورغم ذلك، ستخيب آمال الأوروبيين إن فاز ترامب بولاية جديدة.
ومن الواضح أن ترامب سيستمر على نهج التباعد ذاته وشعاره "أميركا أولاً"، ويراهن الأوروبيون في ترميم العلاقة على انتهاء عهد ترامب، لكن الرهان سيبقى منقوصاً حتى مع حماسة بايدن، فالأخير سيجد نفسه منشغلاً بأزمات داخلية قد تفرض على أوروبا مواجهة تحدياتها بنفسها.
في ظل توتر العلاقات بين برلين وواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب، جاء بيان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عشية صدور نتائج الانتخابات الأميركية، معرباً عن التمني بانتخابات رئاسية منصفة وسلمية للولايات المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده ستسعى إلى اتفاق شراكة جديد عبر الأطلسي مع واشنطن بعد صدور نتائج الانتخابات، معتبراً ما يحدث اقتراعاً تاريخياً سيحدد مسار واشنطن ودورها في العالم.
ولفت ماس إلى ضرورة التوصل إلى شراكة فعالة عبر الأطلسي لحل مشاكل العالم.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال إن بلاده لا ترفع مستوى توقعاتها بخصوص نتائج الانتخابات، معبراً عن أسفه لأن تكون موسكو رهينة للصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.
وأشار إلى استعداد روسيا للتعاون مع أي رئيس أميركي، بغض النظر عن انتمائه الحزبي.