جيل بايدن.. ميلانيا ترامب: السباق إلى منصب السيدة الأولى
السيدتان المتنافستان على منصب السيدة الأولى في أميركا مختلفتان تماماً، لكن من هي الأفضل لهذا المنصب؟
الأضواء في الانتخابات الأميركية ليست مسلطة على المرشحين للرئاسة ونوابهم فقط، بل أيضاً على أسرهم، وخصوصاً زوجاتهم.
في حالة الرئيس الأميركي الحالي والمرشح لولاية ثانية، دونالد ترامب، فقد أدت ابنته إيفانكا بالدرجة الأولى دوراً بارزاً في إدارة شؤون والدها السياسية، إلى حد وصفها بأنها السيدة الأولى، لا زوجته ميلانيا ترامب.
ويبدو أن ميلانيا، وهي عارضة أزياء سابقة، حاولت استعادة دورها كسيدة أولى في أميركا، من خلال حضورها في التجمعات الانتخابية التي أقامها ترامب خلال هذا العام، ما عدا تلك "المرأة التي مثّلت أنها ميلانيا"، إذ انتشرت صورة للرئيس ترامب وامرأة "تشبه ميلانيا" صوّرت في 22 تشرين الأول/ أوكتوبر في الحديقة الخلفية للبيت الأبيض.
هذه الصورة جعلت روّاد مواقع التواصل منشغلين على مدى أسبوع في التعليق تحت وسم #FakeMelania، والتساؤل عما إذا كانت ميلانيا ترامب تستعين بامرأة أخرى لأداء مهامها كسيدة أولى للولايات المتحدة.
Obviously I don't believe in conspiracy theories but:#FakeMelania #RealMelania pic.twitter.com/ccTf4VZYWF
— David Baddiel (@Baddiel) October 25, 2020
Swipe these two photos back & forth. Notice the two front teeth. Melania’s are more squared...THAT AIN’T HER in the other photo. #FakeMelania pic.twitter.com/ge18TBarhy
— BlueinaRedState (@RedStateBlues20) October 25, 2020
وقد عقدت ميلانيا أول تجمع انتخابي بمفردها قبل أسبوع تماماً من انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت السيدة الأولى حينها: "أنا لا أوافق على الدوام على الطريقة التي يعبر من خلالها عن الأمور، لكن دونالد مقاتل، وهو يحب هذا البلد ويقاتل من أجلكم كل يوم".
والخميس، وفي حدث نادر، ظهرت ميلانيا إلى جانب زوجها في فلوريدا، وقالت إن "الإدلاء بصوت للرئيس ترامب هو الإدلاء بصوت من أجل أميركا أفضل".
ولا يغيب عن بال الأميركيين المشاهد المتعددة التي كانت تلتقطها الكاميرات للزوجين دونالد وميلانيا، وخصوصاً أثناء رحلاتهما أو نزولهما من الطائرة الرئاسية، عندما يحاول ترامب شبك يده بيد زوجته لكنها تتهرب، إضافة إلى أنهم يصفون تعابير وجهها بالشاحبة وغير الراضية عند مرافقتها لزوجها.
زوجة بايدن داعمة كبيرة لزوجها وتحظى بالاحترام حتى من الجمهوريين
رغم ذلك، لم يكن دور ميلانيا فعالاً في مسيرة ترامب، على عكس منافستها على منصب السيدة الأولى جيل بايدن؛زوجة نائب رئيس الولايات المتحدة السابق والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن.
من الواضح أن السيدتين تختلفان بشدة، فجيل بايدن كانت حاضرة بقوة أثناء مرحلة ما قبل الانتخابات، وكانت مساندة لزوجها، جو، في المحافل جميعها.
تجوب جيل بايدن منذ أشهر الولايات المتحدة بلا كلل، حاملة رسالة مفادها أنّ زوجها "وحده قادر على توحيد بلد منقسم إلى أبعد حد إذا دخل البيت الأبيض"، وبحيوية تتجاوز في بعض الأحيان قدرات زوجها الذي حد من رحلاته لفترة طويلة. ودرج المرشح الديموقراطي على عادة تقديم نفسه على أنه "زوج جيل بايدن".
وقد كثفت هذه المُدرِسة البالغة من العمر 69 عاماً زياراتها إلى الولايات الرئيسية التي يمكن أن تنتقل إلى المعسكر الديموقراطي في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. ودعت الأميركيين، سواء كانوا "ديموقراطيين أو جمهوريين، من الأرياف أو من المدن، إلى توحيد الصفوف لتجاوز الانقسامات السياسية، وهزم وباء كوفيد-19، ومواجهة الأزمة الاقتصادية". وكانت تعكس صورة إنسانية عن جو بايدن الذي عرف في حياته "مآسي لا يمكن تصوّرها".
تزوج جو وجيل بايدن في العام 1977 بعد 5 سنوات على أول مأساة واجهها مع وفاة زوجته الأولى وابنتهما في حادث سير.
يروي جو في مذكراته أن نجليه، بو وهانتر، وهما لا يزالان صغيرين، طلبا من والدهما الزواج من جيل، قائلاً: "لقد أعادت لي الحياة".
أوقفت جيل بايدن مسيرتها المهنية حين أنجبت ابنتهما آشلي في العام 1981، لكنها تابعت بعد ذلك دراستها، ونالت دكتوراه في التعليم، ولا تزال تدرس في إحدى جامعات شمال فيرجينيا بالقرب من واشنطن، حيث تريد مواصلة العمل حتى لو أصبح جو بايدن رئيساً.
تقول كايت اندرسن بروير، وهي مؤلفة كتاب "عن تاريخ زوجات الرؤساء الأميركيين"، إن "جيل بايدن ستقوم عندها بتحويل تطلعات هذا المنصب وحدوده".
تضيف كاثرين جيليسون، المتخصصة في التاريخ الأميركي في جامعة أوهايو: "سيتاح لجيل الفرصة لدفع دور السيدة الأولى إلى القرن الحادي والعشرين - من خلال الاحتفاظ بوظيفتها بدوام كامل كأستاذة"، مؤكدة أن "غالبية الأميركيات عليهن التوفيق بين الحياة المهنية والحياة العائلية".
على الرغم من قوامها النحيف، صدت جيل، ومن دون تردد، متظاهرة اقتربت من زوجها خلال تجمع انتخابي في لوس أنجليس في آذار/مارس.
وقد نال خطابها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي استحسان الجمهوريين، بما في ذلك السيناتور ليندسي غراهام، الحليف الرئيسي لدونالد ترامب، إذ قال: "قامت جيل بايدن بعمل جيد جداً في تمثيل نفسها وجو. إنها شخصية مميزة".
Tonight, Jill Biden did a very good job representing herself and Joe in the causes they believe in.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) August 1ا9, 2020
She’s an outstanding person who has led a consequential life.
وكانت قد ندَّدت بـ"الافتراء" الذي أطلقه معسكر ترامب "لتحويل الانتباه" في قضية الاتهامات بالفساد الموجّهة في الآونة الأخيرة إلى هانتر بايدن، الذي ارتبط بأعمال تجارية في الصين وأوكرانيا حين كان والده نائباً للرئيس أوباما، لكنها لزمت الصمت بشأن اتهام امرأة لزوجها بالاغتصاب في التسعينيات، وهو ما نفاه المرشح الديموقراطي نفياً قاطعاً.
كذلك، يواجه السيناتور الذي أصبح نائباً للرئيس (2009-2017) انتقادات، بعد أن اشتكت عدة نساء من سلوكه القائم على اللمس، فيما تقول جيل بايدن إنها لا ترى سوى سلوك بريء من زوجها.
هذه الاتهامات واجهها أيضاً ترامب، إذ ادَّعت عليه أكثر من 27 امرأة بقضايا تحرش جنسي.
لطالما كانت "جيل" متحفظة دائماً بشأن دخول دائرة الضوء السياسي، على الرغم من وصفها غالباً بأنها أكبر مدافع عن زوجها. ويقال أيضاً إنها واحدة من أكثر مستشاريه السياسيين الموثوق بهم، وإنها تؤدي دوراً محورياً في مساعدة بايدن على تضييق قائمة زملائه المحتملين.
وتقول السيدة ميشيل أوباما إن "جيل ليست رائعة فقط. إنها لطيفة ومضحكة للغاية، وهي واحدة من أقوى الأشخاص الذين أعرفهم، وأنا أحبها وأعجب بها من كل قلبي". وقبل خطاب جيل الأول، قالت ميشيل: "ليس هناك شك في ذهني بأن جيل ستكون سيدة أولى رائعة".
في خلاصة الأمر، جيل تعدّ ورقة قوية لبايدن بوجه ترامب الذي يعاني من علاقة باردة وغير داعمة من قبل زوجته ميلانيا، والزوجة هي الصورة الأولى للرئيس!