لمن يدين دونالد ترامب بالمال؟
لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ديون تزيد قيمتها عن مليار دولار بسوق العقارات التجارية التي ضربها فيروس كوفيد-19.
ذكرت صحيفة "فايننشل تايمز" في تقرير لها أن "هذه أوقات عصيبة في سوق العقارات وخاصة العقارات التجارية في مدن مثل نيويورك، والمستثمرون الذين يحملون ديوناً مع آجال استحقاق مقبلة، يستعدون لمفاوضات صعبة مع المدينين، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة إذا كان المدين هو رئيس الولايات المتحدة".
عملياً كل ديون دونالد ترامب - هناك ما لا يقل عن 1.1 مليار دولار، وفقاً للإفصاحات المالية الحكومية والوثائق الأخرى - ترتبط في الغالب بعدد صغير من المباني وملاعب الجولف التي تشكل جوهر امبراطورية ترامب التجارية.
ثروة ترامب الصافية تقدّر بـ2.5 مليار دولار وفقاً لـ"فوربس"، لكن الاقتصاد لا يزال محفوفاً بالمخاطر، وإذا كانت ديونه تعرضت لضغوط، يمكنه أن يلعب كرة قوية مع دائنيه، كما فعل في الماضي.
أصبح الوضع ضاغطاً بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة، لأن مصدر دخله الأساسي في السنوات الأخيرة هو التلفزيون، بحسب تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلاً عن الإقرارات الضريبية للرئيس، قالت "التايمز" أيضاً إن "الكثير من هذا الدخل تم استثماره في ملاعب الجولف التي تخسر المال. والآن، من غير الواضح مقدار السيولة التي يمكنه ترامب الوصول إليها"، فيما امتنعت مؤسسة ترامب التعليق على هذه المعلومات.
يمكن تقسيم دائني الرئيس إلى خمس مجموعات:
1- يدين ترامب بمبلغ 447 مليون دولار كجزء من شراكته مع شركة "فورنادو ريالتي تراست"، على أبراج في نيويورك وسان فرانسيسكو:
يمتلك ترامب 33% من أسهم مؤسسة "1290 Avenue of the Americas" في نيويورك، و"555 California Street" في سان فرانسيسكو، مما منحه حصة تناسبية من الدين البالغ 1.5 مليار دولار على المبنيين اللذين يقع استحقاقهما خلال العامين المقبلين.
الدين مستحق على الشراكة، وليس الرئيس ترامب نفسه، ولكن التغييرات في قيمة الدين، أو التقصير، سيؤثر بشكل مباشر على قيمة أسهمه في المباني.
القرض الذي أخذ لإنشاء "1290 Avenue of the Americas" تم بواسطة "دويتشه" بنك، "يو بي إس"، "جولدمان ساكس" وبنك الصين المملوك للدولة، لكنهم باعوه في سوق السندات في عام 2012، باعتباره الضمان التجاري المدعوم بالرهن العقاري.
الرهن العقاري على "555 California Street" محتجز من قبل شركات التأمين الأميركية "Met life"، و"Pacific life"، وتنتهي صلاحيته في أيلول/ سبتمبر المقبل.
"California Street" هو عبارة عن مجمع مكاتب بمساحة 1.8 مليون قدم مربع، وانخفض الدخل من العقار 5% في الربع الثاني من هذا العام، وهي 99% مشغولة.
أما "1290 Avenue of the Americas" فهو عبارة عن مكتب بمساحة 2.1 مليون قدم مربع وبرج في وسط مانهاتن.
تراجعت قيمة هذه العقارات خلال أزمة كورونا، حيث انخفضت بنسبة 5% و13% عن العام الماضي.
2- سوق السندات: قروض بقيمة 257 مليون دولار
قامت البنوك التي أنشأت هذه الرهون ببيعها إلى صندوق ائتمان "CMBS"، وتجميعها مع قروض أخرى وتحويلها إلى سندات دين قابلة للتداول.
الخادم هو مسؤول عن تحصيل المدفوعات من المقترضين. في حالة فشل المقترضين في إجراء الدفع، تقدم خدمة خاصة لجعل المقترض يدفع مرة أخرى أو يغلق الرهن.
هؤلاء المحصلون للديون الذين قد يكونون مهمين إذا وقعت ممتلكات ترامب في المتأخرات.
إجمالاً، هناك أربع عقارات تابعة لشركة ترامب، جميعها في نيويورك، مقسمة على ست صفقات مع "CMBS"، معظمها عبارة عن مباني مكتبية ومجمعات سكنية.
معظم قروض ترامب صغيرة، وجميع العقارات محدثة في مدفوعاتها، ولكن هناك قرض واحد - الرهن العقاري بقيمة 6.5 مليون دولار على فندق ترامب الدولي، تم الإبلاغ عنه على أنه معرض للخطر بعد أن انخفض دخله بشكل كبير.
3. ترامب مدين بمبلغ يصل إلى 340 مليون دولار لـ "دويتشه" بنك
قام "دويتشه" بنك بتمويل فنادق لترامب في شيكاغو وواشنطن، ومنتجع الغولف في ميامي.
كلاهما على حد سواء؛ "ناشيونال دورال في ميامي" و"الفندق الدولي في واشنطن" أحدثت خسائر كبيرة. عانى "ناشيونال دورال في ميامي" من خسائر بلغت 162 مليون دولار بين عامي 2012 و2018، و"فندق واشنطن" خسر 55.5 مليون دولار بين 2016، عند افتتاحه، و2018.
4. ترامب لديه ديون لا تقل عن 25 مليون دولار لأربعة بنوك صغيرة ومدير أصول واحد
جميع القروض تتراوح بين 5 و 25 مليون دولار، اثنان منهم عبارة عن رهون عقارية على ممتلكات عائلة ترامب في نيويورك، وفي بالم بيتش، وفلوريدا.
5. دين بقيمة 50 مليون دولار إلى "Chicago Unit Acquisition Trust"
هذا الدين مضمون بفندق ترامب الدولي، ووبرج في شيكاغو، ووصف هذا الدين بالغامض، ويبدو أن ترامب يدين لنفسه بالمال.
الجدير ذكره، أن الرئيس الأميركي يشدد مراراً خلال تصريحاته والمناظرات الرئاسية على أنه مصرّ على فتح البلاد وعدم إغلاقها بسبب أزمة كورونا، كي ينتعش الاقتصاد الأميركي مجدداً، على عكس منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، الذي يدعو للإغلاق حتى لا تستمر أعداد الإصابات والوفيات جراء الفيروس بالإرتفاع.
قد تكون هذه الديون التي تقع على عاتق ترامب وشركاته إحدى أهم الأسباب ودوافعه لإعادة فتح البلاد، بعد أن منيّت أعماله وشركاته بخسائر كبيرة.
وتحدثت تقارير أميركية عن أن "فنادق ومنتجعات مؤسسة ترامب تضررت بشدة من تفشي وباء كورونا"، وأن الوباء يكلف ممتلكات مؤسسة ترامب أكثر من مليون دولار من العائدات المفقودة في اليوم".