كاتم أسرار "الفقيه البصري" للميادين نت: البصري قال انتظروا كل البشائر من السيد نصر الله
يعتبر أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضىة التطبيع في المغرب هو"العلبة السوداء للفقيه البصري" وله عدة مؤلفات اَخرها كتابة "بيبيو.. الخراب على الأبوب".
يصادف اليوم الذكرى الـ17 لرحيل أحد قادة المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، المقاوم والسياسي المخضرم محمد البصري الشهير باسم "الفقيه البصري"، وذلك في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2003 في مدينة شفشاون الجبلية (شمال المغرب) عن عمر يناهز73.
وجاءت وفاته بعد فترة وجيزة من عودته من باريس حيث خضع لعملية جراحية في القلب.
الميادين نت اَثرت أن تتوقف عند هذه المناسبة بإجراء حوار عبر الهاتف من الرباط، مع أمين سره وكاتم أسراره والذي أطلقت عليه الصحف المغاربية "العلبة السوداء للفقيه البصري" أحمد ويحمان، الذي يترأس اليوم المرصد المغربي لمقاومة التطبيع الصهيوني.
يروي ويحمان عن البصري أنه حضر احتفال نصر لبنان على الاحتلال عام 2000 في لبنان. وعندما عاد للمغرب حكى لنا عن إعجابه الشديد بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وعملية استدراج "حزب الله" العقيد في جيش الاحتلال إلهانان تاننباوم، إلى لبنان عام 2000.
ويضيف: كان البصري يردد قول السيد نصرالله يوم تم إلقاء القبض على العقيد الصهيوني بالقول "وجاء على رجليه"
ويضيف البصري: "انتظروا كل البشائر من هذا الشاب ويقصد السيد حسن نصر الله". ويقول ويحمان: كان يحكي دائماً بإعجاب شديد جداً عنه، لا تتصور كيف كان يحكي عنه.
ينقل ويحمان عن "الفقيه البصري" أنه كان يرى شبابه فيه أي بالسيد نصرالله لأنه كان بدأ كفاحه المسلح في تنطيم الخلايا المقاومة المسلحة بالمغرب مع رفيقه الاسشتهادي محمد زرقطوني وكان عمره 17 عاماً.
ويكمل حديثه عن "الفقيه البصري" بقوله: أول مسدس اشتراه بمحصول عائلته من الزيتوت في قريته دمنات القريبة في مراكش.
وينتقل بنا ويحمان إلى علاقة "الفقيه البصري" بقائد المقاومة المغربية الأمير عبد الكريم الخطابي، التي توثقت جداً منذ عام 1958 في القاهرة حيث كان يقيم الخطابي.
يؤكد ويحمان أن مقدار "الفقيه البصري" ليس محصوراً بالمغرب أبداً بل كان رفيقاً للقادة جمال عبد الناصر، والرئيس حافظ الأسد والأمام الخمبيني وصدام حسين وهذه غرابة.
وهنا يروي ويحمان "بأن البصري والشهيد أبو جهاد الوزير كانا صديقين حممين للإمام الخميمني وصدام حسين وهو صديق لهما من أيام المنفى". ويروي ويحمان عن "الفقيه البصري" قوله إن "الإمام الخميني لايكثر الكلام ويتكلم باقتضاب".
فقبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية بـ24 ساعة كانا أي "البصري والشهيد أبو جهاد الوزير" في طهران وقضيا هناك أسبوعين في ضيافة القيادة الإيرانية وعلى رأسها الإمام الخميني شخصياً والذي أمر بحسب ما حكاه "الفقيه البصري" لي وذكره في مذكراته على أنه كان في وساطة لتخفيف الإحتقان بين العراق وايران. وقال لي إن النتجية كانت إيجابية يحيث التزمت القيادة الايرانية تماماً بكل ما من شأنه إنجاح الوساطة بل وقال لي إن الإمام الخميني طلب من إبنه السيد أحمد أن يسهل كل ما يطلبه الإثنين وأنه مع كل ما يقترحانه وأنهما جديرين بثقته".
وعن علاقة المغرب بالمقاومة الفلسطينية يقول ويحمان، أنه كان في سوريا وتحديداً في الزبداني في سوريا معسكراً خاصاً للمغاربة الذين يدخلون في عداد المقاومة الفلسطنية، ومنهم البشير الزين المعروف باسمه الحركي "النجار" وعبدالله المالكي واسمه الحركي "فرزات" وكان عددهم كبير جداً وكانوا يتحركون على أنهم تونسيون بسب دواعي العمل السري.
وينقل ويحمان عن السياسي الفلسطيني الراحل هاني الحسن، أنه قبيل انطلاقة الرصاصة الأولى للمقاومة الفلسطينية في 1 كانون الثاني/ يناير 1965 زار أبو عمار مع 4 قيادات من فتخ الصين والتقوا الرئيس ماوتسي تونغ. ويقول الحسن بإننا تكلمنا كثيراً أمام الزعيم ماوتسي حتى مللنا. ولما ساد الصمت هنا تكلم ماوتسي وماذا قال؟
طرح سؤالاً أحرجنا وبقينا ننظر لبعضنا البعض. والسؤال هو هل تعرفون محمد عبد الكريم الخطابي؟ هنا صمتوا وكان الوفد في عمر الشباب ولم يسمعوا به من قبل. وهنا يقول هاني الحسن أن أخي خالد الحسن المعروف بثقافته الواسعة أنقد الموقف وأخرجنا من الحرج وأجاب: نعم لقد قرأت حواراً لشكيب ارسلان في أحد المجلات وهو يتحدث عن هذه الشخصية وإستثنائيتها فهو قائد المقاومة ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي في المغرب. وهنا قال ماوتسي: عودوا إلى ميراثكم فنحن تعلمنا حرب العصابات منكم، من عبد الكريم الخطابي.
نشير إلى أن أحمد ويحمان هو رئيس المرصد المغربي لمناهضىة التطبيع في المغرب وهو أستاذ السوسولجيا في المغرب ورئيس سابق لفدراليات الصحفيين المغاربة. وله عدة مؤلفات اَخرها الذي أصدره طبعة الثانية قبل أيام.