أميركا تستجدي وقف العمليات ضدها في العراق.. هل تبحث عن كسب الوقت؟
تبحث الإدارة الأميركية عن تهدئة في المناطق التي تحتلها قواتها، ولا سيما في العراق تجنباً لما ينغص على ترامب رهاناته الانتخابية، وقد وصل الأمر حد استجداء وقف العمليات، فهل ستشهد مرحلة ما بعد الانتخابات تصعيداً ضد الأميركيين في المنطقة؟
تقر القوانين الدولية والأعراف، وتجمع الدساتير المحلية، على حق أي شعب بمقاومة الاحتلال. وفي التاريخ شواهد على أن الاحتلال مهما تجبر، فإنه لا يدوم. وتثبت التجارب أن القوة وحدها السبيل إلى ضمان الحرية وصون الكرامة.
"فلترحل القوات الأجنبية طوعاً أو كرهاً"، بذلك حسم العراقيون موقفهم سياسياً، ومن بعد بالسلاح.
لا فرق عند المقاومة العراقية أن يحدث انسحاب أميركي كامل بين رئاستين أو في حال استمرار الرئاسة الأميركية الحالية، فلا بديل أمام الأميركيين إلا جدولة انسحابهم بشكل واضح ودونه تصعيد في القتال.
لكننا قلما نسمع عن احتلال يستجدي المقاومة عدم استهداف جنوده حتى ينسحبوا، كحال الاحتلال الأميركي للعراق، وفقاً لما كشفه الناطق باسم كتائب حزب الله العراق للميادين.
من اللافت أن ترسل أميركا برسائل استجداء للمقاومة العراقية تناشدها وقف عملياتها ضد القوات الأميركية، خطوة أبلغتها الميادين على لسان المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي، فبعد أن تمادى الاحتلال في جرائمه، وبعد طلب رسمي نيابي وحكومي بخروج القوات الأجنية من العراق، كان الحل الرد على المماطلة، عسكرياً.
مشاريع الأميركي وخططه فشلت في أفغانستان والعراق وسوريا، وبات أمام خيارين الانسحاب طواعية أو الانسحاب بالقوة.
قد يكون تكتيكاً من الرئيس الأميركي الذي يريد استخدام التهدئة كورقة انتخابية، وقد ينسحب الأمر على سوريا إذ تخاطب واشنطن الحكومة السورية خطاباً دبلوماسياً، فتدعوها إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة الحرائق حماية للأرواح.
The U.S. sympathizes with communities in Syria affected by fires which have resulted in the loss of two lives, dozens of injuries, and extensive property damage. Our thoughts are with those affected; the Syrian government must take action now to save lives.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) October 10, 2020
وفي غزل متبادل، تشيد طالبان بالرئيس الأميركي وتبرق بأمنياتها أن يكون الفوز من نصيبه، ما يثير تساؤلات حول ذاك الخطاب إن كان بناء على طلب من إدارته.
تبدو أميركا في انقطاع كامل عما يحدث في العالم، فصمتها ميزة رافقت حرب القوقاز رغم تداخل المصالح وتضاربها إقليمياً ودولياً، وأهمية المنطقة استراتيجياً، فهل تحاول إدارة ترامب إيهام الناخبين بنجاحات دبلوماسية في بؤر عديدة للتوتر؟
يؤكد الباحث السياسي والاستراتيجي، ريتشارد ويتز، أن "واشنطن ترغب بوقف الهجمات ضدها في العراق"، لافتاً إلى أن "واشنطن تعزل نفسها عن الازمات الخارجية حتى لا تلحق أي ضرر بالانتخابات".
وقال ويتز للميادين، إن "الانسحاب الأميركي لن يتم خلال شهر أو اثنين لكن هو أمر تريده واشنطن"، مشيراً إلى أن "التطورات الميدانية والسياسية في العراق أدت الى تراجع النفوذ الأميركي هناك".
من جهته، الباحث في مركز الهدف للدراسات، كاظم الحاج، يقول إن "المشروع الأميركي في العراق على وشك الانهيار، وقرار الشعب العراقي سيسرع ذلك".
وأضاف الحاج للميادين، أن "الشعب العراقي لا يهتم من هو رئيس أميركا، وقرار إخراج القوات الأميركية لا رجعة فيه"، مؤكداً أن "مؤشر محور المقاومة ماض في اتجاه صحيح بافشال المشروع الأميركي في المنطقة".
الحاج أوضح أن "في العلاقة بين طالبان وواشنطن تبادل منفعة ومصالح"، لافتاً إلى أن "أحلام الأميركيين في المنطقة تم دفنها عام 2006 بعد هزيمة إسرائيل في لبنان".
وقال إن "دول محور المقاومة واعية لما يخطط له الأميركي في المنطقة"، معتبراً "الإرادة والشجاعة لدى محور المقاومة ستنهي الأحلام الأميركية في المنطقة".
وشدد الحاج على أن "الوكيل الأميركي في المنطقة أوهن من بيت العنكبوت"، منوهاً إلى أن "لا الوكيل الإسرائيلي ولا الأصيل الأميركي يستطيع فرض أي شيء على شعوب المنطقة".
بدوره، الكاتب والمحلل السياسي، مهند الضاهر، قال إن "ما يفكر به ترامب حالياً ليس الانسحاب بل الفوز بالانتخابات".
وأضاف الضاهر للميادين، أن "المشروع الأميركي وصل إلى مرحلة الانحسار في المنطقة"، مشيراً إلى أن "لغة السفارة الأميركية في دمشق تجاه سوريا ليست لغة دبلوماسية".
الضاهر اعتبر أن "الأميركي يبحث عن المزيد من الفوضى في سياسته في المنطقة"، مؤكداً أن "الأميركي يدرك أن القادم من الأيام صعب جداً عليه".